للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنه سُؤال مَا يقرب من الْجنَّة أَو يمنعهُ من الاعمال الَّتِي تَمنعهُ من الْجنَّة فَيكون قد سَأَلَ بِوَجْه الله وبنور وَجهه مَا يقرب إِلَى الْجنَّة كَمَا فِي الحَدِيث الصَّحِيح اللَّهُمَّ أَنِّي أَسأَلك الْجنَّة وَمَا يقرب اليها من قَول وَعمل وَأَعُوذ بك من النَّار وَمَا يقرب اليها من قَول وَعمل وَأما مَا يخْتَص بالدنيا كسؤال المَال والرزق وَالسعَة فِي الْمَعيشَة رَغْبَة فِي الدُّنْيَا مَعَ قطع النّظر عَن كَونه أَرَادَ بذلك مَا يُعينهُ على عمل الْآخِرَة فَلَا ريب أَن الحَدِيث يدل على الْمَنْع من أَن يسْأَل حوائج دُنْيَاهُ بِوَجْه الله والناظم إِنَّمَا سَأَلَ بِوَجْه الله مَا يقرب الى الْجنَّة بل هُوَ طَرِيق الى الْجنَّة وَهُوَ نصْرَة كتاب الله وَرَسُوله وَدينه وعَلى هَذَا تعَارض بَين الاحاديث كَمَا لَا يخفى وَالله اعْلَم ... وبحق نِعْمَتك الَّتِي أوليتها ... من غير مَا عوض وَلَا أَثمَان

وبحق رحمتك الَّتِي وسعت جَمِيع الْخلق محسنهم كَذَاك الْجَانِي ... وبحق أَسمَاء لَك الْحسنى مَعًا ... فِيهَا نعوت الْمَدْح للرحمن

وبحق حمدك وَهُوَ حمد وَاسع الأكوان بل أَضْعَاف ذِي الأكوان ... وبأنك الله الاله الْحق معبود الورى متقدس عَن ثَان

بل كل معبود سواك فَبَاطِل ... من دون عرشك للثرى التحتاني

وَبِك المعاذ وَلَا ملاذ سواك ... أَنْت غياث كل ملدد لهفان

من ذَاك للْمُضْطَر يسمعهُ سوا ... ك يُجيب دَعوته مَعَ الْعِصْيَان

إِنَّا توجهنا اليك لحَاجَة ... ترضيك طالبها احق معَان

فَاجْعَلْ قَضَاهَا بعض أنعمك الَّتِي ... سبغت علينا مِنْك كل زمَان ...

<<  <  ج: ص:  >  >>