للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. وَانْظُر الى الاقدار جَارِيَة بِمَا

قد شَاءَ من غي وَمن ايمان ... وَاجعَل لقلبك مقلتين كِلَاهُمَا

بِالْحَقِّ فِي ذَا الْخلق ناظرتان ... فَانْظُر بِعَين الحكم وارحمهم بهَا

اذ لَا ترد مَشِيئَة الديَّان ... وَانْظُر بِعَين الامر واحملهم على

احكامه فهما إِذا نظران ... وَاجعَل لوجهك مقلتين كِلَاهُمَا

من خشيَة الرَّحْمَن باكيتان ... لوشاء رَبك كنت أَيْضا مثله

فالقلب بَين أَصَابِع الرَّحْمَن ... وَاحْذَرْ كمائن نَفسك اللَّاتِي مَتى

خرجت عَلَيْك كسرت كسر مهان ... واذا انتصرت لَهَا فَأَنت كمن بغى

طفي الدُّخان بموقد النيرَان ... وَالله أخبر وَهُوَ أصدق قَائِل

أَن سَوف ينصر عَبده بِأَمَان ... من يعْمل السوآء سيجزى مثلهَا

اَوْ يعْمل الْحسنى يفز بجنان ... هذي وَصِيَّة نَاصح ولنفسه

وصّى وَبعد لسَائِر الاخوان ...

مُرَاد المُصَنّف رَحمَه الله تَعَالَى بِهَذِهِ الابيات أَن يبين الحكم الكوني القدري وَالْحكم الديني الامري الشَّرْعِيّ فَإِن جَمِيع أَفعَال الْخلق من الطَّاعَات والايمان وَالْكفْر والايمان لَا تخرج عَن حكم الرب تَعَالَى الكوني القدري فان جَمِيع الاشياء خلقه تَعَالَى بقدرته ومشيئته وَلَكِن مَعَ ذَلِك لَا بُد من النّظر الى الحكم الديني الشَّرْعِيّ فَمَعْنَى كَلَامه انك اذا نظرت الى الْخلق بِعَين الحكم رحمتهم لَان مشيئه الله تَعَالَى لَا ترد وَمَا شَاءَ

<<  <  ج: ص:  >  >>