للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. هَذَا يرد على المجسم على قَوْله

الله فَوق الْعَرْش والأكوان ... وَيدل أَن إلهنا سُبْحَانَهُ

وَبِحَمْدِهِ يلقى بِكُل مَكَان ... قَالُوا لَهُ بَين لنا هَذَا فَلم

يفعل فَأَعْطوهُ من الْأَثْمَان ... ألفا من الذَّهَب الْعَتِيق فَقَالَ فِي

تبيانه فاسمع لذا التِّبْيَان ... قد كَانَ يُونُس فِي قَرَار الْبَحْر تَحت

المَاء فِي قبر من الْحيتَان ... وَمُحَمّد صعد السَّمَاء وَجَاوَزَ ال

سبع الطباق وَجَاز كل عنان ... وَكِلَاهُمَا فِي قربه من ربه

سُبْحَانَهُ إِذْ ذَاك مستويان ... فالعلو والسفل اللَّذَان كِلَاهُمَا

فِي بعده من ضِدّه طرفان ... إِن ينسبا لله نزه عَنْهُمَا

بالإختصاص بلَى هما سيان ... فِي قرب من أضحى مُقيما فيهمَا

من ربه فكلاهما مثلان ... فلأجل هَذَا خص يُونُس دونهم

بِالذكر تَحْقِيقا لهَذَا الشان فَأتى النثار عَلَيْهِ من أَصْحَابه ... من كل نَاحيَة بِلَا حسبان

فاحمد إلهك أَيهَا السّني إِذْ ... عافاك من تَحْرِيف ذِي بهتان

وَالله مَا يرضى بِهَذَا خَائِف ... من ربه أَمْسَى على الْإِيمَان

هَذَا هُوَ الْإِلْحَاد حَقًا بل هُوَ الت ... حريف مَحْضا أبرد الهذيان

وَالله مَا بلي المجسم قطّ ذِي ال ... بلوى وَلَا أَمْسَى بِذِي الخذلان ...

<<  <  ج: ص:  >  >>