.. لَكِن أصوات الْعباد وفعلهم
كمدادهم وَالرّق مخلوقات ... فالصوت للقاري وَلَكِن الكلا
م كَلَام رب الْعَرْش ذِي الاحسان ... هَذَا اذا مَا كَانَ ثمَّ وساطة
كَقِرَاءَة الْمَخْلُوق لِلْقُرْآنِ ... فاذا انْتَفَت تِلْكَ الوساطة مِثْلَمَا
قد كلم الْمَوْلُود من عمرَان ... فهنالك الْمَخْلُوق نفس المستمع لَا
شَيْء من المسموع فإفهم ذان ... هذي مقَالَة أَحْمد وَمُحَمّد
وخصومهم من بعد طَائِفَتَانِ ... إِحْدَاهمَا زعمت بِأَن كَلَامه
خلق لَهُ أَلْفَاظه وَمَعَان ... وَالْآخرُونَ أَبَوا وَقَالُوا شطره
خلق وَشطر قَامَ بالرحمن ... زَعَمُوا الْقرَان عبارَة وحكاية
قُلْنَا كَمَا زعموه قرآنان ... هَذَا الَّذِي نتلوه مَخْلُوق كَمَا
قَالَ الْوَلِيد وَبعده الفئتان ... وَالْآخر الْمَعْنى الْقَدِيم فقائم
بِالنَّفسِ لم يسمع من الديَّان ... والامر عين النَّهْي واستفهامه
هُوَ عين اخبار وَذُو وحدان ... وَهُوَ الزبُور وَعين توارة وان
جيل وَعين الذّكر وَالْفرْقَان ... الْكل شَيْء وَاحِد فِي نَفسه
لايقبل التَّبْعِيض فِي الاذهان ... مَا إِن لَهُ كل وَلَا بعض وَلَا
حرف ولاعربي وَلَا عبراني ... ودليلهم فِي ذَاك بَيت قَالَه
فِيمَا يُقَال الاخطل النَّصْرَانِي ...