للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

.. وَكَلَامه كحياته وكعلمه ... فِي ذِي الاضافة اذ هما وصفان

لَكِن نَاقَته وَبَيت الهنا ... فكعبده أَيْضا هما ذاتان

فَانْظُر الى الجهمي لما فَاتَهُ الْحق ... الْمُبين وَاضح الْفرْقَان

كَانَ الْجَمِيع لَدَيْهِ بَابا وَاحِدًا ... وَالصُّبْح لَاحَ لمن لَهُ عينان ...

قَوْله وَالله اخبر فِي الْقرَان بِأَنَّهُ الخ أَي كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى {قل نزله روح الْقُدس من رَبك بِالْحَقِّ} النَّحْل ١٠٢ وَقَالَ {وَالَّذين آتَيْنَاهُم الْكتاب يعلمُونَ أَنه منزل من رَبك بِالْحَقِّ} الانعام ١١٤ وَقَالَ تَعَالَى عَن الْمَسِيح {وروح مِنْهُ} النِّسَاء ١٧١ وَمن لابتداء الْغَايَة وَقَالَ تَعَالَى {وسخر لكم مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْض جَمِيعًا مِنْهُ} الجاثية ١٣ وَمن لابتداء الْغَايَة

قَالَ شيخ الاسلام رَحمَه الله تَعَالَى الْمُضَاف الى الله تَعَالَى اذا كَانَ معنى لَا يقوم بِنَفسِهِ وَلَا بِغَيْرِهِ من الْمَخْلُوقَات وَجب ان يكون ضفة لله تَعَالَى قَائِمَة بِهِ وَامْتنع اضافته اضافة مَخْلُوق مربوب وَإِذا كَانَ الْمُضَاف عينا قَائِمَة بِنَفسِهَا كجبريل وَعِيسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام وأرواح بني آدم امْتنع ان يكون صفة لله تَعَالَى لِأَن مَا قَامَ بِنَفسِهِ لَا يكون صفة لغيره لَكِن الاعيان المضافة الى الله تَعَالَى على وَجْهَيْن

أَحدهمَا ان تُضَاف اليه بِكَوْنِهِ خلقهَا وأبدعها فَهَذَا شَامِل لجيمع الْمَخْلُوقَات كَقَوْلِهِم سَمَاء الله وَأَرْض الله فجيمع المخلوقين عبيد الله وجيمع المَال مَال الله

وَالْوَجْه الثَّانِي ان يُضَاف اليه لما خصّه بِهِ من معنى يُحِبهُ وبأمر بِهِ ويرضاه كَمَا خص الْبَيْت الْعَتِيق بِعبَادة فِيهِ لَا تكون فِي غَيره وكما يُقَال

<<  <  ج: ص:  >  >>