قَوْله (أما بعد) أَي أما بعد مَا ذكر من حمد الله وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على رَسُوله (أما) نائبة عَن (مهما) ولتضمنها معنى الشَّرْط لَزِمت الْفَاء فِي جوابها و (بعد) من الظروف المبينة مَا لم تضف لفظا وَمعنى أَو ينوى ثُبُوت لفظ الْمُضَاف إِلَيْهَا أَو تقطع عَن الْإِضَافَة رَأْسا فتعرب حِينَئِذٍ فِي الثَّلَاثَة وَإِن حذف الْمُضَاف إِلَيْهَا ونوي ثُبُوت مَعْنَاهُ على الضَّم وَهَذِه الْكَلِمَة يُؤْتى بهَا للإنتقال من أسلوب إِلَى غَيره أَي بعد الْبَسْمَلَة والحمدلة وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَيسْتَحب الْإِتْيَان بهَا فِي الْخطب والمكاتبات لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَأْتِي بهَا فِي خطبه ومكاتباته للملوك وَغَيرهم
وَاخْتلف فِي اول من نطق بهَا فَقيل دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام وَعَن الشّعبِيّ أَنَّهَا فصل الْخطاب الَّذِي أوتيه لِأَنَّهَا تفصل بَين الْمُقدمَات والمقاصد وَقيل أول من نطق بهَا يَعْقُوب وَقيل أَيُّوب وَقيل سُلَيْمَان عَلَيْهِم السَّلَام