للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

.. وَيصِح علام وَلَا علم لَهُ ... وَيصِح غفار بِلَا غفران

وَيُقَال هَذَا سامع أَو مبصر ... والسمع والابصار مفقودان

هَذَا محَال فِي الْعُقُول وَفِي النقول ... وَفِي اللُّغَات وَغير ذِي إِمْكَان

فلئن زعمتم انه مُتَكَلم ... لَكِن بقول قَامَ بالانسان

اَوْ غَيره فَيُقَال هَذَا بَاطِل ... وَعَلَيْكُم فِي ذَاك محذوران

نفي اشتقاق اللَّفْظ للموجود ... مَعْنَاهُ بِهِ وثبوته للثَّانِي

أَعنِي الَّذِي مَا قَامَ مَعْنَاهُ بِهِ ... قلب الْحَقَائِق أقبح الْبُهْتَان

وَنَظِير ذَا اخوان هَذَا مبصر ... وَأَخُوهُ مَعْدُود من العميان

سميتم الْأَعْمَى بَصيرًا إِذْ أَخُو ... هـ مبصر وبعكسه فِي الثَّانِي

فلئن زعمتم أَن ذَلِك ثَابت ... فِي فعله كالخلق للاكوان

وَالْفِعْل لَيْسَ بقائم بإلهنا ... إِذْ لَا يكون مَحل ذِي حدثان

وَيصِح أَن يشتق مِنْهُ خَالق ... فَكَذَلِك الْمُتَكَلّم الوحدان ... هُوَ فَاعل لكَلَامه وَكتابه ... لَيْسَ الْكَلَام لَهُ بِوَصْف معَان ...

شرع النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى فِي توضيح مَا تقدم فَقَالَ فاعطف على الْجَهْمِية الْمغل الالى الخ أَي أَن الْجَهْمِية خالفوا الْعقل وَالنَّقْل فَلهَذَا قَالَ شرد بهم من خَلفهم والتشريد التَّفْرِيق مَعَ الِاضْطِرَاب والازعاج

قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى {فشرد بهم من خَلفهم} الانفال ٥٧

<<  <  ج: ص:  >  >>