.. هُوَ عين هَذَا الْكَوْن لَيْسَ بِغَيْرِهِ ... أَنى وَلَيْسَ مباين الاكوان
كلا وَلَيْسَ مجانبا ايضا لَهَا ... فَهُوَ الْوُجُود بِعَيْنِه وعيان
ان لم يكن فَوق الْخَلَائق رَبهَا ... فَالْقَوْل هَذَا القَوْل فِي الْمِيزَان
اذ لَيْسَ يعقل بعد إِلَّا أَنه ... قد حل فِيهَا وَهِي كالابدان
وَالروح ذَات الْحق جلّ جَلَاله ... حلت بهَا كمقالة النَّصْرَانِي
فاحكم على من قَالَ لَيْسَ بِخَارِج ... عَنْهَا وَلَا فِيهَا بِحكم بَيَان
بِخِلَافِهِ الوحيين والاجماع وَالْعقل ... الصَّرِيح وفطرة الرَّحْمَن
فَعَلَيهِ اوقع حد مَعْدُوم بلَى ... حد الْمحَال بِغَيْر مَا فرقان
يَا للعقول اذا نفيتم مخبرا ... ونقيض حد ذَاك فِي امكان
ان كَانَ نفي دُخُوله وَخُرُوجه ... لَا يصدقان مَعًا لذى امكان
الا على عدم صَرِيح نَفْيه ... مُتَحَقق ببديهة الانسان
أيصح فِي الْمَعْقُول يَا أهل النهى ... ذاتان لَا بِالْغَيْر قائمتان
لَيست تبَاين مِنْهُمَا ذَات لاخرى ... أَو تحايثها فيجتمعان ...
قَوْله أَو تحايثها قَالَ فِي الْقَامُوس حَيْثُ كلمة دَالَّة على الْمَكَان كحين فِي الزَّمَان ويثلث آخِره انْتهى
... ان كَانَ فِي الدُّنْيَا محَال فَهُوَ ذَا ... فَارْجِع الى الْمَعْقُول والبرهان
فلئن زعمتم ان ذَلِك فِي الَّذِي ... هُوَ قَابل من جسم أَو جثمان ...