للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. وتأولوا الْبَعْث الَّذِي جَاءَت بِهِ ... رسل الْإِلَه لهَذِهِ الْأَبدَان

بفراقها لعناصر قد ركبت ... حَتَّى تعود بسيطة الْأَركان

وَهُوَ الَّذِي جر القرامطة الالى ... يتأولون شرائع الايمان

فتأولوا العملي مثل تَأْوِيل العلمي عنْدكُمْ بِلَا فرقان ... وَهُوَ الَّذِي جر النصير وَحزبه ... حَتَّى اتوا بعساكر الكفران ... فَجرى على الاسلام اعظم محنة وخمارها فِينَا الى ذَا الْآن ...

قَوْله وخمارها فِينَا إِلَى ذَا الْآن أَي ان فتن التتار لم تزل إِلَى زمَان النَّاظِم وَقد تقدم بعض مَا فَعَلُوهُ بِبَغْدَاد فِي الْفَصْل الَّذِي أَوله ... وأتى ابْن سينا بعد ذَاك مصانعا ... للْمُسلمين فَقَالَ بالامكان ...

وَمَا جرى على الاسلام من هَؤُلَاءِ الملاعين كثير شهير فان حَدِيثهمْ يَأْكُل الاحاديث وَلَكِن نشِير إِلَى بعض مَا جرى فِي عصر النَّاظِم وَقَبله وَمَا فعله شيخ الاسلام رَحمَه الله فان لَهُ الْيَد الْبَيْضَاء فِي جهادهم قَرَأت فِي تَرْجَمته لبَعض أَصْحَابه قَالَ وَفِي أول رَمَضَان سنة ثِنْتَيْنِ وَسَبْعمائة كَانَت وقْعَة شقحب الْمَشْهُورَة وَحصل للنَّاس شدَّة عَظِيمَة وَظهر فِيهَا من كرامات الشَّيْخ وَإجَابَة دُعَائِهِ وعظيم جهاده وفرط شجاعته وَنِهَايَة كرمه ونصحه للاسلام وَغير ذَلِك مَا يتَجَاوَز الْوَصْف قَالَ بعض أَصْحَابه ثمَّ سَاق الله جَيش الاسلام العرمرم الْمصْرِيّ صُحْبَة امير الْمُؤمنِينَ وَالْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون سوقا حثيثا للقاء التتار فَاجْتمع الشَّيْخ بالخليفة وَالسُّلْطَان وأعيان الامراء وكلمهم بمرج الصفر قبلي دمشق وَبينهمْ وَبَين التتار أقل من مِقْدَار ثَلَاث سَاعَات وَبَقِي الشَّيْخ هُوَ

<<  <  ج: ص:  >  >>