ذكر النَّاظِم لمثبتي بعض الصِّفَات دون بعض فرقا آخر وَبَين بُطْلَانه وَذَلِكَ أَنهم إِن قَالُوا أثبتنا تِلْكَ الصِّفَات لِأَن الْعقل دلّ على إِثْبَاتهَا مَعَ النَّقْل فان الْفِعْل الْحَادِث دلّ على الْقُدْرَة والتخصيص دلّ على الْإِرَادَة والإحكام دلّ على الْعلم وَهَذَا الصِّفَات مستلزمة للحياة والحي لَا يَخْلُو عَن السّمع وَالْبَصَر وَالْكَلَام اَوْ ضد ذَلِك لَهُم عَن هَذَا جوابان
أَحدهمَا ان يُقَال عدم الدَّلِيل الْمعِين لَا يسْتَلْزم عدم الْمَدْلُول الْمعِين فَهَب ان مَا سلكتموه من الدَّلِيل الْعقلِيّ لَا يثبت ذَلِك فَإِنَّهُ لَا يَنْفِيه وَلَيْسَ لكم ان تنفوه بِغَيْر دَلِيل لَان النَّافِي عَلَيْهِ الدَّلِيل كَمَا على الْمُثبت والسمع قد دلّ عَلَيْهِ وَلم يُعَارض ذَلِك معَارض عَقْلِي وَلَا سَمْعِي فَيجب اثبات مَا أثْبته الدَّلِيل السَّالِم عَن الْمعَارض المقاوم
الثَّانِي ان يُقَال يُمكن إِثْبَات هَذِه الصِّفَات بنظير مَا اثبتم بِهِ تِلْكَ من العقليات فَيُقَال نفع الْعباد بالاحسان اليهم يدل على الرَّحْمَة كدلالة التَّخْصِيص على الْمَشِيئَة واكرام الطائعين يدل على محبتهم وعقاب الْكَافرين