للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالعقل لَا يهدي إِلَى تفصيلها ... لَكِن مَا جَاءَت بِهِ الوحيان

فَإِذا غَدا التَّفْصِيل لفظيا ومعزولا عَن الايقان والرجحان ... فهناك لَا علم أفادت لَا وَلَا ... ظنا وَهَذَا غَايَة الحرمان ... لَو صَحَّ ذَاك القَوْل لم يحصل لنا ... قطع بقول قطّ من إِنْسَان

وَغدا التخاطب فَاسِدا وفساده ... أصل الْفساد لنَوْع ذَا الانسان

مَا كَانَ يحصل علمنَا بِشَهَادَة ... وَوَصِيَّة كلا وَلَا إِيمَان

وَكَذَلِكَ الاقرار يصبح فَاسِدا ... إِذْ كَانَ مُحْتملا لسبع معَان

وَكَذَا عُقُود الْعَالمين بأسرها ... بِاللَّفْظِ إِذْ يتخاطب الرّجلَانِ

أيسوغ للشهدا شَهَادَتهم بهَا ... من غير علم مِنْهُم بِبَيَان

إِذْ تلكم الْأَلْفَاظ غير مفيدة ... للْعلم بل للضر ذِي الرجحان

بل لَا يسوغ لشاهد أبدا شها ... دته على مَدْلُول نطق لِسَان

بل لَا يراق دم بِلَفْظ الْكفْر من ... مُتَكَلم بِالظَّنِّ والحسبان

بل لَا يُبَاح الْفرج بالاذن الَّذِي ... هُوَ شَرط صِحَّته من النسوان

أيسوغ للشهداء جزمهم بِأَن ... رضيت بِلَفْظ قَابل لمعان

هَذَا وَجُمْلَة مَا يُقَال بِأَنَّهُ ... فِي ذَا فَسَاد الْعقل والأديان ...

أَي لَو أَنكُمْ عاملتم اهل الْكتاب وكتبهم بِمَا عاملتم بِهِ الوحيين لفسدت تصانيف النَّاس وَأَيْضًا لَو صَحَّ هَذَا الَّذِي قلتموه لانقطعت سَبِيل الْعلم

<<  <  ج: ص:  >  >>