للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. مَا زَالَ نوع النَّاس مَوْجُودا وَلَا ... ينفى كَذَاك الدَّهْر والملوان

هَذَا هُوَ التَّوْحِيد عِنْد فريقهم ... مثل ابْن سينا والنصير الثَّانِي

قَالُوا وألجأنا الى ذَا خشيَة التَّرْكِيب والتجسيم ذِي الْبطلَان ... ولذاك قُلْنَا مَاله سمع وَلَا ... بصر وَلَا علم فَكيف يدان

وكذاك قُلْنَا لَيْسَ فَوق الْعَرْش إِلَّا المستحيل وَلَيْسَ ذَا إِمْكَان ... جسم على جسم كلا الجسمين مَحْدُود يكون كِلَاهُمَا صنْوَان

فبذاك حَقًا صَرَّحُوا فِي كتبهمْ ... وهم الفحول أَئِمَّة الكفران

لَيْسُوا مخانيث الْوُجُود فَلَا إِلَى الكفران ينحازوا وَلَا الْإِيمَان ... والشرك عِنْدهم ثُبُوت الذَّات والأوصاف إِذْ يبْقى هُنَاكَ اثْنَان

غير الْوُجُود فَصَارَ ثمَّ ثَلَاثَة ... فَلِذَا نَفينَا اثْنَيْنِ بالبرهان

نفي الْوُجُود فَلَا يُضَاف اليه شَيْء ... غَيره فَيصير ذَا إِمْكَان ...

قَالَ النَّاظِم فِي الصَّوَاعِق فِي بَيَان تَوْحِيد الفلاسفة هُوَ إِنْكَار مَاهِيَّة الرب الزَّائِد على وجوده وإنكار صِفَات كَمَاله وَأَنه لَا سمع لَهُ وَلَا بصر وَلَا قدرَة وَلَا حَيَاة وَلَا ارادة وَلَا كَلَام وَلَا وَجه وَلَا يدين وَلَيْسَ فِيهِ مَعْنيانِ يتَمَيَّز احدهما عَن الآخر الْبَتَّةَ قَالُوا لانه لَو كَانَ كَذَلِك لَكَانَ مركبا وَكَانَ جسما مؤلفا وَلم يكن وَاحِدًا من كل وَجه فجعلوه من جنس الْجَوْهَر الْفَرد الَّذِي لَا يحس وَلَا يرى

<<  <  ج: ص:  >  >>