للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. إِذا الْعقل بل تحسينه بعض خلقه ... وَلَيْسَ على الخلاق حكم الخليقة ... وأفعالنا من خلقه كذواتنا ... وَمَا فيهمَا خلق لنا بِالْحَقِيقَةِ ... وَلكنه أجْرى على الْخلق خلقه ... دَلِيل على تِلْكَ الْأُمُور الْقَدِيمَة

عرفنَا بِهِ أهل السَّعَادَة والشقا ... كَمَا شاءه فِينَا بمحض الْمَشِيئَة

لِبَاس أَثوَاب جعلن أَمارَة ... على حالتي حب وَسخط لرؤية

تصاريفه فِينَا تصاريف مَالك ... سما عَن سُؤال الكيف والسببية

أمات وأحيى ثمَّ صَار معافيا ... وقبح تَحْسِين الْعُقُول الضعيفة

فَكُن رَاضِيا نفس الْقَضَاء وَلَا تكن ... بمقضي كفر رَاضِيا ذَا خَطِيئَة

وتكليفنا بِالْأَمر وَالنَّهْي قَاطع ... بأعذارنا فِي يَوْم بعث البربة

فَعبر بسد أَو بِفَتْح وعد عَن ... ضَلَالَة تشكيك بأوضح حجَّة

وَقد بَان وَجه الامر وَالنَّهْي وَاضحا ... وَلَا شكّ فِيهِ بل وَلَا وهم شُبْهَة ...

قلت هَذَا الْجَواب مَبْنِيّ على انكار التحسين والتقبيح العقليين كَمَا هُوَ مَذْهَب الأشاعرة وَمن وافقهم من اصحاب أبي حنيفَة وَمَالك وَالشَّافِعِيّ وَأحمد وَأهل الحَدِيث وَغَيرهم

وَأجَاب شيخ الاسلام رَحمَه الله تَعَالَى فَقَالَ ... سؤالك يَا هَذَا سُؤال معاند ... تخاصم رب الْعَرْش باري الْبَريَّة

وَهَذَا سُؤال خَاصم الْمَلأ العلى ... قَدِيما بِهِ إِبْلِيس أصل البلية ...

<<  <  ج: ص:  >  >>