.. وهبك كَفَفْت اللوم عَن كل كَافِر ... وكل غوي خَارج عَن محجة
فيلزمك الْإِعْرَاض عَن كل ظَالِم ... من النَّاس فِي نفس وَمَال وَحُرْمَة
فَلَا تغضبن يَوْمًا على سافك دَمًا ... وَلَا سَارِق مَالا لصَاحب فاقة
وَلَا شاتم عرضا مصونا وان علا ... وَلَا ناكح فرجا على وَجه غية
وَلَا قَاطع للنَّاس نهج سبيلهم ... وَلَا مُفسد فِي الأَرْض من كل وجهة
وَلَا شَاهد بالزور إفكا وفرية ... وَلَا قَاذف للمحصنات بريبة
وَلَا مهلك للحرث والنسل عَامِدًا ... وَلَا حَاكم للْعَالمين برشوة
وكف لِسَان اللوم عَن كل مُفسد ... وَلَا تأخذن ذَا جرمة بعقوبة
وَسَهل سَبِيل الْكَاذِبين تعمدا ... على رَبهم من كل جَاءَ بفرية
وَهل فِي عقول النَّاس أَو فِي طباعهم ... قيول لقَوْل النذل مَا وَجه حيلتي
كآكل سم أوجب الْمَوْت أكله ... وكل بِتَقْدِير لرب الْبَريَّة
فكفرك يَا هَذَا كسم أَكلته ... وتعذيب نَار مثل جرعة غُصَّة
أَلَسْت ترى فِي هَذِه الدَّار من جنى ... يُعَاقب إِمَّا بالقضا أَو بشرعة
وَلَا عذر للجاني بِتَقْدِير خَالق ... كَذَلِك فِي الْأُخْرَى بِلَا مثنوية
فان كنت ترجو أَن تجاب بِمَا عَسى ... ينجيك من نَار الاله الْعَظِيمَة
فدونك رب الْعَرْش فاقصده ضارعا ... مرِيدا لَان يهديك نَحْو الْحَقِيقَة
وذلل قياد النَّفس للحق واسمعن ... وَلَا تعرضن عَن فكرة مُسْتَقِيمَة ...