للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَوْله وَتَكون كالعهن الَّذِي أَي كالصوف الْمَصْبُوغ وَلَا يُقَال للصوف عهن إِلَّا إِذا كَانَ مصبوغا قَالَ الْحسن تكون الْجبَال كالصوف الاحمر وَهُوَ أَضْعَف الصُّوف وَقيل العهن الصُّوف والالوان فَشبه الْجبَال بِهِ فِي تكونها الوانا كَمَا فِي قَوْله {جدد بيض وحمر مُخْتَلف ألوانها وغرابيب سود} فاطر ٢٠ فاذا بست وطيرت فِي الْهَوَاء اشبهت العهن المنفوش إِذا طيرته الرّيح وَهَذِه الاقوال فِي معنى العهن فِي الللغة وَأول مَا تَتَغَيَّر الْجبَال تصير رملا مهيلا ثمَّ عهنا منفوشا ثمَّ هباء منثورا قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

... وَكَذَا الْبحار فَإِنَّهَا مسجورة

قد فجرت تفجير ذِي سُلْطَان ... وَكَذَلِكَ القمران يَأْذَن رَبنَا

لَهما فيجتمعان يَلْتَقِيَانِ ... هذي مكورة وَهَذَا خاسف

وَكِلَاهُمَا فِي النَّار مطروحان ... وكواكب الافلاك تنثر كلهَا

كلآلىء نثرت على ميدان ... وَكَذَا السَّمَاء تشق شقا ظَاهرا

وتمور ايضا أَيّمَا موران ... وَتصير بعد الانشقاق كَمثل هـ

ذَا الْمهل اَوْ تَكُ وردة كدهان ...

قَالَ الله تَعَالَى {وَإِذا الْبحار سجرت} التكوير ٦ أَي اوقدت فَصَارَت نَارا تضطرم وَقَالَ الْفراء ملئت بِأَن صَارَت بحرا وَاحِدًا وَكثر مَاؤُهَا وَبِه قَالَ الرّبيع بن خَيْثَم والكلبي وَمُقَاتِل وَالْحسن الضَّحَّاك وَقيل أرسل عذبها على مالحها ومالحها على عذبها حَتَّى

<<  <  ج: ص:  >  >>