للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الغالب، وهو هنا كذلك، ولولا ذلك لما ساغ قتل المقر بالقتل، ولا رجم المعترف بالزنا، لاحتمال أن يكونا كاذبين فيما اعترفا به (١).

٢ - ما يتنزل منزلة إقراره (٢)، كأن يحدث بحديث عن شيخ، ثم يسأل عن مولده، فيذكر تاريخا يعلم وفاة ذلك الشيخ قبله، ولا يوجد ذلك الحديث إلا عنده، فهذا لم يعترف بوضعه، ولكن اعترافه بوقت مولده يتنزل منزلة إقراره بالوضع (٣).

٣ - ما يؤخذ من حال الراوي بحيث تقوم قرينة من حاله تدل على أن ذلك المروي موضوع، ومن أمثلته: ما أخرجه الحاكم عن سيف بن عمر التميمي (٤) أنه قال: كنا عند سعد بن طريف (٥)، فجاءه ابنه يبكي، فقال: مالك؟ قال: ضربني المعلم، قال: لأخزينهم اليوم، حدثني عكرمة (٦) عن ابن عباس مرفوعًا: "معلموا صبيانكم


(١) شرح نخبة الفكر ص ٧٨.
(٢) مقدمة ابن الصلاح ص ١٣١ مع التقييد والإيضاح.
(٣) انظر الكفاية ص ١٩٢ - ١٩٣، التقييد والإيضاح ص ١٣٢.
(٤) هو: سيف بن عمر التميمي صاحب كتاب "الردة"، ويقال له: الضبي الكوفي، ضعيف في الحديث، عمدة في التاريخ، أفحش ابن حبان القول فيه، من الثامنة.
انظر: المجروحين ١/ ٣٤٥ - ٣٤٦، تقريب التهذيب ١/ ٣٤٤.
(٥) هو: سعد بن طريف الإسكاف الكوفي، قال البخاري: ليس بالقوي عندهم، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء.
انظر: الضعفاء للبخاري ص ٥٤، وللنسائي ص ٥٤، والتاريخ لابن معين ٣/ ٤٢١، ٤٥٣.
(٦) هو: عكرمة البربري مولى ابن عباس أبو عبد الله أحد الأئمة الأعلام، وثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم والنسائي، مات سنة خمس ومائة.
انظر: الخلاصة ٢/ ٢٤٠.

<<  <   >  >>