للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي قال فيه المبرد (١): كان عمران رأس القعدية (٢) من الصفرية (٣) وخطيبهم وشاعرهم (٤). وقال ابن حجر: إنه كان داعية إلى مذهبه (٥).

الخامس: تفصيل أيضًا: وهو إن كان المبتدع يستحل الكذب لنصرة مذهبه لم يقبل، وإلا قبل، لأن اعتقاد حرمة الكذب يمنع من الإقدام عليه فيحصل صدقه.

وممن قال بهذا القول الإمام الشافعي، فقد روى عنه الخطيب البغدادي قوله: وتقبل شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية من الرافضة،


(١) هو: محمد بن يزيد بن عبد الأكبر بن عمير الثمالي الأزدي البصري المعروف بالمبرد النحوي اللغوي الأديب أبو العباس.
له: الاشتقاق، معاني القرآن، الكامل، المقتضب، وغيرها. توفي سنة خمس وثمانين ومائتين.
انظر: مروج الذهب ٤/ ٢٦٤، معجم الأدباء ١٩/ ١١١ - ١٢٢.
(٢) القعدية أو القعدة: قوم من الخوارج قعدوا عن نصرة علي -رضي الله عنه- وعن مقاتلته.
انظر تاج العروس مادة "قعد".
(٣) الصفرية: طائفة من الخوارج ينسبون إلى زياد بن الأصفر، وهم أقرب فرق الخوارج إلى الحق، إذ لم يكفروا من يأتي كبيرة فيها حد بخلاف ما ليس فيه حد، واستدلوا بالإضافة إلى القرآن بالحديث.
انظر: الفرق بين الفرق ص ٩٠ - ٩١، تاريخ الفرق الإسلامية ص ٢٨٢.
(٤) الكامل للمبرد ٣/ ٨٩٥.
(٥) هدي الساري مقدمة فتح الباري ص ٤٣٢، وقد أجيب عن تخريج البخاري حديث عمران بن حطان بأجوبة، منها:
أ- قيل: إنما خرج له ما حمل عنه قبل ابتداعه.
ب- وقيل: إنه رجع في آخر عمره عن رأي الخوارج.
جـ - وقيل: إنه خرج له في المتابعات، لا في الأصول، وهو المعتمد.
انظر: هدي الساري ص ٤٣٣، فتح الباري ١٠/ ٢٩٠، فتح المغيث ١/ ٣٠٩.

<<  <   >  >>