للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٩ - الثالث: ما روى أبو بكر الخلال وغيره: عن عكرمة عن ابن عباس في قوله {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: ٦٠] قال: هي رؤيا عين أُريها ليلة أُسري به (١).

فقد أثبت ابن عباس الإسراء والرؤية.

الرابع: أنه جعل ذلك حسرةً على الكافرين فقال {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: ٦٠] يعني أهل مكة، وذلك أنه كان قد جعل المطعم بن عدي حوضًا يسقي عليه فأمر بهدمه، وقال: والله لا أسقي عليه، حسدًا لرسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذ حدَّث بما رآه من كرامة الله، وهذا لا يكون بالمنام، لأنهم يقولون يجوز أن يكون هذا من أحلام المنامات.

الخامس: أن أول فروض الخمس فرضت في تلك الليلة، وذلك أنه كان يصلي بمكة صلاتين أول النهار ركعتين، وآخره ركعتين إلى ليلة الإسراء، ففرض عليه خمسون صلاة، وفرض عليه غسل الجنابة سبع مرار، والغسل من البول سبع مرار، فما زال به موسى وربه حتى انتهت إلى خمس، وغسل الجنابة والبول مرة واحدة (٢)،


= وبعد، فإن الله إنما أخبر في كتابه أنه أسرى بعبده، ولم يخبرنا أنه أسرى بروح عبده، وليس جائز لأحد أن يتعدى ما قال الله إلى غيره.
ولو كان الإسراء بروحه لم تكن الروح محمولةً على البراق، إذ كانت الدواب لا تحمل إلا الأجسام اهـ باختصار.
(١) أخرجه البخاري (٦/ ٢٠٢ - ٢٠٣) (٨/ ٣٩٨) (١١/ ٥٠٤) والترمذي (٥/ ٣٠٢) عن سفيان حدثنا عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- به، وتمامه: إلى بيت المقدس، قال: (والشجرة الملعونة في القرآن) قال: هي شجرة الزقوم.
(٢) موقوف ضعيف، أخرجه أبو داود (١/ ١٧١) وعنه البيهقي (١/ ١٧٩) عن قتيبة بن سعيد حدثنا أيوب بن جابر عن عبد الله بن عُصم عن عبد الله بن عمر قال: "كانت الصلاة خمسين، =

<<  <   >  >>