وقال آخرون: بل معنى ذلك فأوحى جبريل إلى عبده محمد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما أوحى إليه ربه، وقد يتوجه هذا التأويل "ما" لوجهين: أحدهما: أن تكون بمعنى الذي، فيكون معنى الكلام: فأوحى إلى عبده الذي أوحاه إليه ربه، والآخر: أن تكون بمعنى المصدر. ثم قال: وأولى القولين في ذلك عندنا بالصواب، قول من قال: معنى ذلك فأوحى جبريل إلى عبده محمد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما أوحى إليه ربه، لأن افتتاح الكلام جرى في أول السورة بالخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن جبريل -عَلَيْهِ السَّلَامُ-، وقوله "فأوحى إلى عبده ما أوحى" في سياق ذلك ولم يأت ما يدلّ على انصراف الخبر عنهما، فيوجه ذلك إلى ما صرف إليه.