وأخرجه ابن مردوية -كما في الدر المنثور (٥/ ٣٢٦) - عن ابن عمر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قرأ {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} قال: "يجلسه على السرير". وعزاه إلى الديلمي أيضًا (٥/ ٣٢٨). وأخرج ابن جرير في تفسيره (١٥/ ٩٨) عن ليث عن مجاهد في قوله {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} قال: يجلسه معه على عرشه. وفيه ليث وهو ابن أبي سليم ضعيف. وقال ابن جرير بعد أن خرّج هذا الأمر: وأولى القولين في ذلك بالصواب ما صحَّ به الخبر عن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. . . ثم ذكر أحاديث الشفاعة. إلا أنه عاد فقال: هذا وإن كان هو الصحيح من القول (يعني أحاديث الشفاعة) في تأويل قوله {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} لما ذكرنا من الرواية عن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأصحابه والتابعين، فإن ما قاله مجاهد من أن الله يقعد محمدًا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على عرشه، قولٌ غير مدفوع صحته لا من جهة خبر ولا نظر. . . إلى آخر كلامه -رَحِمَهُ اللهُ-.