للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قيل: هذا يؤكد ما ذهبنا إليه، لأنه إذا كان معناها الزجر، وذلك مما يجوز على الله سبحانه، لم يمتنع من إطلاق لفظ يتضمن ذلك، وعلى أن الخبر يقتضي أن تكون الغيرة علة في الزجر بقوله "ولهذا حرم" يعني لأجل هذه الغيرة حرم، وعلى ما قالوه لا يقتضي أن تكون الغيرة علة في الزجر، بل يكون الزجر نفسه علة لنفسه، وهذا لا يصح.

وأما لفظ "الشخص" فرأيت بعض أصحاب الحديث يذهب إلى جواز إطلاقه، ووجهه أنَّ قوله "لا شخص" نفي من إثبات، وذلك يقتضي الجنس كقولك: لا رجل أكرم من زيد، يقتضي أَن زيدًا يقع عليه اسم رجل، كذلك قوله "لا شخص أغير من الله" يقتضي أنه سبحانه يقع عليه هذا الاسم.

١٦٦ - وقد ذكر أبو الحسن الدارقطني في كتاب الرؤية ما يشهد لهذا القول فروي بإسناده: عن لقيط بن عامر أنه خرج وافدًا إلى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فذكر الرب تبارك وتعالى فقال: "تنظرون إليه ويَنْظُر إليكم" قال قلت: يا رسول الله، كيف ونحن ملء الأرض، وهو شخصٌ واحد فينظر إلينا وننظر إليه؟ قال: "الشمس والقمر آية منه صغيرة، ترونهما ويريانكم" (١) فأقره النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على قوله "وهو شخص واحد".


= صفية، صنعت لرسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طعامًا فبعثت به، فأخذني أَفْكُلٌ فكسرت الإناء، فقلت: يا رسول الله! ما كفارة ما صنعت؟ قال: "إناءٌ مثلُ إناءٍ، وطعام مثل طعام".
وحسَّن الحافظ في الفتح (٥/ ١٢٥) إسنادها، مع أنه قال في جسرة مقبولة!
وقد وثقها العجلي وابن حبان، وذكرها أبو نعيم في الصحابة، وقال البخاري: عند جسرة عجائب.
(١) ضعيف، أخرجه أبو داود (٣/ ٣٢٦٦) مختصرًا وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند (٤/ ١٣ - ١٤) عن إبراهيم بن حمزة بن محمد حدثني عبد الرحمن بن المغيرة الخزاعي حدثني عبد الرحمن بن عياش السمعي الأنصاري عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب العقيلي عن أبيه عن عمه لقيط بن عامر أن لقيطًا خرج وافدًا إلى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومعه =

<<  <   >  >>