للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قيل: قد رُوِّيناه من غير هذا الطريق على أنَّ محمد بن إسماعيل هو ابن فديك من أهل المدينة، وتفرده به لا يُوجب ضعفه، وكذلك كون المقبري مدلسًا لا يوجب رد خبره.

فإن قيل: إضافة القبضة إليه على معنى الملك والفعل.

قيل: هذا غلط لما بينَّا فيما قبل، وهو أنَّ هذا يُسقط فائدة التخصيص، لأن ملكه لا يختص للقبضة، ولأن لذلك أسماء أخصّ به، ولأنَّ هذا يوجب تأويل اليدين أيضًا.

فإن قيل: قوله "اخترت يمين ربي" معناه اخترت من اختاره الله من أهل السعادة، وهم أولياؤه، وأضافه إلى اليمين لأنها محل للطيب.

قيل: هذا غلطٌ لأنَّ لذلك أسماء أخص به، ولأن هذا يوجب تأويل اليدين أيضًا، ولأنَّ الكلام يجب أن يُحمل على ما تقدَّم ذكره، والذي تقدم ذكره ذكر اليدين، وحصول الخلق والمسح بهما، لا يوجب أن يكون اليمين والشمال صفة لهما.

فإن قيل: قوله "اخترت يمين ربي" معناه رَددْتُ أمري إلى ربي، واخترت ما اختاره.

قيل: هذا غلط، لأنَّه لو كان قد ردَّ الأمر إليه لم يوجد منه اختيار، وفي الخبر "اخترت". فأما قوله "وكلتا يديه يمين" قيل فيه: إنه لم يُوصف باليدين، ويد الجارحة تكون أحدهما يمينًا والأخرى يسارًا، واليسرى تنقص أبدًا في


= وأما المقبري وهو سعيد بن أبي سعيد واسمه كيسان المقبري، أبو سعد المدني، قال ابن المديني وابن سعد والعجلي وأبو زرعة والنسائي: ثقة، وقال يعقوب بن شيبة: قد كان تغير وكبر واختلط قبل موته يقال بأربع سنين. وقال الحافظ: ثقة من الثالثة، تغير قبل موته بأربع سنين، وروايته عن عائشة وأم سلمة مرسلة.
قلت: فوصفه بالتدليس مطلقًا فيه مبالغة، فلم يذكره الحافظ ابن حجر ولا غيره في المدلسين.

<<  <   >  >>