قيل: هذا غلط، لأنه لا يُحفظ هذا عن أحد من أصحاب الحديث أنه روى ذلك بالضم، فلا يجوز دعوى ذلك، والذي يُبين بطلان ذلك قوله "ألا من يسألني فأعطيه، ألا من داعٍ فأجيبه" وهذه صفة تختص بها الذات دون الأفعال، وما هذه الزيادة ألا تحريف المبطلين لأخبار الصفات.
فإن قيل: يحمل قوله "ثم يعلوا" المراد به ملائكته.
قيل: هذا غلط، لأنه قال في الخبر "ثم يعلوا على كرسيه" وليس هذه صفة للملائكة لأن الكرسي مضاف إليه، وكذلك قوله "ثم يرتفع" لا يصح حمله على الملائكة، لأن هاء الكناية ترجع إلى المذكور.
فإن قيل: أليس قد قال تعالى {فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ}[القمر: ٣٧] وكان طمس الأعين من الملائكة بأمر الله، فلا يمتنع أن يكون تنزُّل الملائكة بأمر الله، وكذلك قوله {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ}[الذاريات: ٤٧] وقال {وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ}[الأعراف: ١٣٧] وقوله تعالى {فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ}[الشمس: ١٤] كل ذلك المراد به فعل يظهر منه كذلك ها هنا.
قيل: هذا غلطٌ، لأن تلك الآيات لم يقترن بها ما دل على أنَّ المراد به نفس الذات فالأمر فيها محتمل، فحمل على أفعاله، وأما ها هنا ففي سياق الخبر ما دلَّ على أنَّ المراد به الذات من الوجه الذي ذكرناه.
فأما قوله في حديث أبي سعيد وأبي هريرة "إذا ذهب ثلث الليل هبط" فالقول فيه كالقول في الرواية المشهورة "نزل" وأنَّ ذلك إخبارٌ عن هبوط الذات ونزولها.
وأما قوله في حديث أبي الدرداء "ينزل في الساعة الثانية جنة عدن