للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٧٤ - وذكر حديث عائشة -رضي الله عنها- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ لله ديكًا يُجاوِزُ رَأْسه كذا، والحجاب السَّبْعين، ورِجْلاه قد جَاوَزَتا السَّبْع الأرضين" (١).

اعلم أنه غير مُمتنع إطلاق حجاب هو نور من دون الله، لا على وجه الإحاطة والجدِّ والمحاذاة، كما أجزنا رؤيته سبحانه لا على وجه الإحاطة به والجهة والمقابلة، وإنْ كُنَّا لا نجد في الشاهد مرئيًا إلا في جهة المقابلة، وكما جاز إطلاق وصفه بالاستواء على العرش، لا على وجه الجهة والحد والانتقال، وكما قال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ} [الأنعام: ٣٠] فأثبت الوقوف عليه لا في جهة، ويعضد ذلك قوله: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الشورى: ٥١] فوصف نفسه بالحجاب، كذلك ها هنا.


= أخرجها البزار (٤/ ٣٠٦٩) عن أبي معاوية الضرير عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن دينار عن عبد الله بن عمر مرفوعًا: "ألا أخبركم بوصية نوح ابنه؟ … " الحديث، وفيه: "وأنهاك عن اثنتين: الشرك والكبر، فإنهما تحجبان عن الله".
ذكره الهيثمي في المجمع (١٠/ ٨٤) وقال: وفيه محمد بن إسحاق وهو مدلس، وهو ثقة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
والحديث يعتضد بما قبله.
(١) فيه جهالة، أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (٣/ ٥٢٣) عن حرب بن سريج حدثتنا زينب بنت يزيد العتكية قالت: كنا عند عائشة -رضي الله عنها- فجاء رهطٌ من أهل الشام فيهم شهر بن حوشب، فذكروا الصلاة ومواقيتها، فقالت: إني أحبّ أن أتخذ ديكًا، إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إنَّ لله تبارك وتعالى ديكًا رجلاه تحت سبع أرضين، ورأسه قد جَاوز سبع سماوات، يَسْقع في إبان الصلوات، فلا يبقى ديكٌ من ديكةَ الأرض إلا أجابه" فلا أحب أن يعدم بيتي أن اتخذ الديك.
زينب العتكية لم أجد لها ترجمة، وليس فيه ذكر الحجاب.
وأورده السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (١/ ٦١) عن أبي الشيخ.

<<  <   >  >>