للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

القُرْبِ على قدر تسرعهم إلى الجُمَع" (١).

فإن قيل: هذا تفرد به المنهال بن عمرو وهو ضعيف.

قيل: هذا لا يصح، لأنَّ أبا عبد الله بن بطة قد روى أصل الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من غير طريق المنهال بن عمرو، وعلى أنَّ المنهال بن عمرو الأسدي كوفي ثقة، وله تفسير أكْثر فيه الرواية عن سعيد بن جبير، وأخرج عنه أحمد أحاديث في المسند، وأخرج عنه البخاري حديثين مُسندين (٢).


(١) أخرجه عبد الله في "السنة" (٤٧٦) والطبراني في الكبير (٩/ ٢٣٨/ ٩١٦٩) عن المسعودي به، ولفظه: "سارعوا على جُمع، فإنَّ الله -عز وجل- يَبرُز إلى أهل الجنَّة في كلِّ جمعةٍ في كثيب من كافور، فيكونوا في القُرْب على قدر تَسَارعهم إلى الجمعة، فَيُحدث الله عزَّ وجلَّ لهم من الكرامة شيئًا لم يكونوا رأوه قبل ذلك، ثم يرجعون إلى أهليهم فيحدثونهم بما أحدث الله لهم" ثم دخل عبد الله المسجد، فإذا هو برجلين إلى أهليهم فيحدثونهم بما أحدث الله لهم" ثم دخل عبد الله المسجد، فبإذا هو برجلين يوم الجمعة قد سبقاه، فقال عبد الله: رجلان وأنا الثالث إن شاء الله أن يبارك في الثالث.
ذكره الهيثمي في المجمع (٢/ ١٧٨) وقال: وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
قلت: وهو ما ذهب إليه أبو حاتم الرازي، كما في جامع التحصيل (ص ٢٤٩) والترمذي كما في السنن (٢/ ٣٦٦). وقال الذهبي في العلو (٦٠): موقوف حسن. ولعله للطريق الآتي.
* وله طريق أخرى:
فقد أخرجه ابن ماجه (١٠٩٤) وابن أبي عاصم في "السنة" (٦٢٠) عن عبد المجيد بن عبد العزيز عن معمر عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: خرجت مع عبد الله إلى الجمعة، فوجد ثلاثة وقد سبقوه فقال: رابع أربعة، وما رابعُ أربعةٍ ببعيد، إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إنَّ النَّاسَ يَجلسون من الله يوم القيامة على قَدْرِ رَوَاحهم إلى الجُمُعات، الأول والثاني والثالث" ثم قال: "رايعُ أربعةٍ، وما رابع أربعةٍ ببعيد".
وسنده حسن، رجاله ثقات، سوى عبد المجيد وقد وثقه الجمهور: أحمد وابن معين وأبو داود والنسائي، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال الحافظ: صدوق يخطئ وكان مُرجئًا. وبنحوه قال البوصيري في الزوائد.
(٢) ذكره الحافظ في "هدي الساري مقدمة فتح الباري" (ص ٤٦٤) فيمن ضُعِّفَ بأمرٍ مردود كالتحامل أو التعنت أو عدم الاعتماد على المضعف لكونه من غير أهل النقد ولكونه قليل =

<<  <   >  >>