(٢) قال ابن خزيمة في "التوحيد" (ص ١٧٦) بعد أن ذكر حديثا أبي هريرة وأبي سعيد في "الرؤية": في هذه الأخبار دلالة على أنَّ قوله: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (١٥)}. إنما أراد الكفار الذين كانوا يكذبون بيوم الدين بضمائرهم فينكرون ذلك بألسنتهم، دون المنافقين الذين كانوا يكذبون بضمائرهم ويقرون بألسنتهم يوم الدين رياءً وسُمعة، ألا تسمع إلى قوله -عز وجل-: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (٤) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ} إلى قوله: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١٠) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (١١)} [المطففين: ٤/ ١١]. أي المكذبون بيوم الدين، ألا ترى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أعلم أنَّ منافقي هذه الأمة يرون الله حين يأتيهم في صورته التي يعرفون، هذا في خبر أبي هريرة، وفي خبر أبي سعيد: "فيكشف عن ساق فيخرون سجدًا أجمعون" وفيه ما دلَّ على أنَّ منافقي هذه الأمة يرون الله حين يأتيهم في صورته التي يعرفون، هذا في خبر أبي هريرة، وفي خبر أبي سعيد: "فيكشف عن ساق فيخرون سجدًا أجمعون" وفيه ما دلَّ على أنَّ المنافقون يرونه للاختبار والامتحان فيريدون السجود فلا يقدرون عليه، وفي خبر أبي سعيد: "فلا يبقى من كان يعبد صنمًا ولا وثنًا ولا =