للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٨٥ - وروى أبو بكر أحمد بن إسحق الصبغي: عن أبي واقد الليثي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينما هو جَالسٌ في المسْجِدِ والناسُ مَعَه، أَقْبلَ ثلاثةُ نَفَرٍ فَأَقْبَلَ اثنان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذَهَبَ وَاحِد، قال: فَوَقَفَا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأمَّا أَحدُهما فرأى فُرجَةً في الحلقة فَجلسَ فيها، وأمّا الآخر فجلسَ خَلْفَهم، وأمَّا الثالث فأدْبَر ذَاهبًا، فلما فَرغَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ألا أُخْبركم عن ثلاثة نفر (١)، أمّا أَحدهم فَأَوَى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فآواهُ الله، وأمَّا الآخرَ فاسْتَحيا فاستحيا الله منه، وأمّا الآخر فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ الله عنه" (٢).

اعلم: أنَّه غيرُ مُمْتنع وصف الله تعالى بالحياء، لا على معنى ما يُوصف به المخلوقين من الحياء الذي هو انقباضٌ وتَغَيُّرٌ وتجمع وخَجَلٌّ، لاستحالة كونه جسمًا مُتغيرًا تحلُّه الحوادث (٣)، لكن نُطلق هذهِ الصفة كما أطلقنا وصفه


= وفي "الأسماء" (ص ٩١) عن أسود بن عامر حدثنا أبو بكر بن عياش عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن صفوان بن يعلى عن أبيه.
قال أبو داود: الأول أتم.
وقال أبو حاتم عن هذا الطريق: ليس بذاك (العلل ١/ ١٩).
وجعله أبو زرعة من أوهام ابن عياش فقال: لم يصنع أبو بكر بن عياش شيئًا، وكان أبو بكر في حفظه شيء، والحديث حديث الذي رواه زهير وأسباط بن محمد عن عبد الملك عن عطاء عن يعلى بن أمية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (العلل ٢/ ٣٢٩ - ٣٣٠).
ورواه عبد الرزاق (١/ ٢٨٨) عن ابن جريج عن عطاء مرسلًا.
والبزار هو: الفضاء الواسع.
(١) كذا في الأصل، وفي مصادر الحديث: "أخبركم عن النفر الثلاثة".
(٢) أخرجه مالك في "الموطأ" (٢/ ٩٦٠ - ٩٦١) ومن طريقة البخاري (١/ ١٥٦ - ٥٦٢) ومسلم (٤/ ١٧١٣) في كتاب السلام: عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أن أبا مُرَّة مولى عقيل بن أبي طالب أخبره عن أبي واقد الليثي به.
(٣) قد سبق بيان أن هذا النفي ليس واردًا في الكتاب والسنة، ولا في كلام السلف، فالصواب=

<<  <   >  >>