وقول المصنف قبل ذلك عن الحياء عند المخلوقين إنه انقباض وتغير … إلخ لا يمنع من إطلاق صفة "الحياء" في حق الله سبحانه، إذْ من المعلوم أنه ليس كل ما لزم ذوات المخلوقين وصفاتههم من حاجة ونقص ونحوه، فهو لازم لصفات الله تعالى! فإن الله تعالى قال عن نفسه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} فالقول فيها كالقول في باقي الصفات. (١) القُحُّ: الخالص من اللؤم والكرم ومن كل شيء، يقال: لئيم قُحٌّ إذا كان مُعْرِقًا في اللؤم، وأعرابي قُح وقُحاح أي: محض خالص. والقُحُّ: الجافي من الناس كأنه خالص فيه (اللسان - قحح). (٢) أخرجه البخاري (١/ ٥١) ومسلم (١/ ٦٣) عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الإيمانُ بِضْعٌ وسُتون شُعبةَ، والحياءُ شُعبة من الإيمان" لفظ البخاري، أما لفظ مسلم: "بضع وسبعون شعبة". ورواه مسلم عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "الإيمان بضع وسبعون أو بضعٌ وستون شعبة فأفضلهُا قول: لا إله إلا الله، وأَدْنَاها إماطة الأَذى عن الطريق، والحياءُ شُعبة من الإيمان". ورواية "بضع وستون" هي الأرجح، انظر الفتح (١/ ٥١ - ٥٢).