للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقولهم: إن ذلك مثل، فلا يصح، لأنّه إذا أمكن حَمْلُ الكلام على ما يفيد كان أولى من حمله على ما لا يفيد.

وقولهم: إن معناه أنها مُستجيرةٌ معتصمة بالله، فلا يمنع من هذا، لكن صِفَةُ الاستجارة والاعتصام على ما ورد به الخبر، من الأَخْذِ بحقو الرحمن جل اسمه.

وقولهم: إن المراد بذلك تأكيد أمر الرحم والحثِّ على صلته، فلا يمنع من هذا، وليس في ذلك ما ينافي الصفة المذكورة في الخبر، بل يجوز أنْ يكون قَصد الحثّ على صلته، لأجل ما يُوجد منهم مِنَ الاعتصام على الصفة المذكورة.

وقولهم: إن في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "إن الرَّحم مُعَلَّقَةٌ بالعَرْش" فلا يمنع أنْ تعلق بالعرش في حال، وتعلق بحقو الرحمن في حال، فيُجمع بين الخبرين جميعًا.

٣٩٨ - فأمَّا معنى "الشُّجْنة" فقال أبو عبيد: فيه لغتان شِجنة وشُجنة، وإنما سُمّي الرجل شجنة بهذا.

وقال أبو عبيدة: يعني قَرَابة مُشتبكة كاشتباك العُرُوق.

قال أبو عبيد: وكأن قولهم: الحديث ذو شجون منه، إنما يمسك بعضه ببعض (١).

وقال غيره من أهل العلم: يقال هذا شَجَرٌ متشجن، إذا التفَّ بعضه ببعض وهو من هذا (٢).

٣٩٩ - قال (٣): وأخبرني يزيد بن هارون عن الحجاج بن أَرْطَأة قال: الشُّجْنَةُ


(١) غريب الحديث (١/ ٢٠٩) وفيه: إنما هو تمسّكُ بعضه ببعض.
(٢) انظر "النهاية" (٢/ ٤٤٧) ولسان العرب مادة: شجن.
(٣) القائل هو أبو عبيد في غريب الحديث كما تقدم.

<<  <   >  >>