الأهواء والبدع والخلاف أسماء شنيعة قبيحة، يسمون بها أهل السنة، يريدون بذلك عيبهم والطعن عليهم، والوقيعة فيهم، والإزراء بهم عند السفهاء والجهال، أما الجهمية فإنهم يُسَمُّون أهل السنة المشبهة، وكَذَبَ الجهمية أعداء الله، بل هم أولى بالتشبيه، فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كُنَّا لنهتدي لولا أَنْ هدانا الله، لقد جاءت رسلُ ربنا بالحق.
١٢ - قال: وأنا سفيان بن محمد بن الحسين نا عمر بن أحمد بن عثمان نا أحمد ابن محمد بن إسماعيل الأدمي نا الفضل بن زياد سمعت أبا عبد الله أحمد ابن حنبل يقول: امتحن إسحق بن إبراهيم القوم مرة مرة، وامتحنني مرتين مرتين فقال لي: ما تقول في القرآن؟ قلت: كلام الله غير مخلوق، فأقامني فأجلسني في ناحية، ثم سألني ثم ردَّني ثانية فسألني، فقلت: القرآن كلام الله غير مخلوق، فأخذني في التشبيه فقلت: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فقال لي: وما السميع البصير؟ فقلت: هكذا قال: السميع البصير (١).
١٣ - وذكر الدارقطني في أخبار الصفات بإسناده: عن يحيى بن معين قال شهدت زكريا بن عدي سأل وكيعًا فقال: يا أبا سفيان، هذه الأحاديث يعني مثل الكرسي موضع القدمين ونحو هذا، فقال وكيع: أدركنا إسماعيل بن أبي خالد وسفيان ومسعرًا يُحدثون هذه الأحاديث
(١) شيخ ابن منده: سفيان بن محمد، لم أجد له ترجمة، وعمر بن أحمد هو ابن شاهين الحافظ، والأدمي ذكره الخطيب في تاريخه (٤/ ٣٨٩) وقال: وحدثني الخلال أن يوسف القواس ذكره في جملة شيوخه، ونقل عن الدارقطني قوله حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي الشيخ الصالح.