ونص كلامه - رحمه اللهُ - تعالى: "باب من صفة تكلم الله عز وجل بالوحي" والبيان أن كلام ربنا لا يشبه كلام المخلوقين، لأن كلام الله كلام متواصل لا سكت بينه ولا صمت، لا ككلام الآدميين، الذي يكون بين كلام سَكْت وصمت لانقطاع النفس، أو التذاكر أو العي، منزهٌ الله مقدس من ذلك أجمع، تبارك وتعالى انتهى كلامه ثم ساق بسنده: حديث ابن مسعود السابق: إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء صلصة كجرّ السلسلة على الصفاة" الحديث. فبهذا الحديث استدل رحمه الله لما قال، وإن كان فيه نظر! من جهتين الأولى: أنه يتضمن نفيًا لم يرد في الكتاب أو السنة صريحًا. والثانية: أنه قد ثبت في حديث سلمان - رضي الله عنه - أنه قال: سُئل رسول - صلى الله عليه وسلم - عن السمن والجبن والفراء، فقال "الحلال ما أحلَّ الله، والحرام ما حرَّم الله في كتابه، وما سكَتَ عنه فهو ما عفى عنه". ورواه الترمذي (١٧٩٦) وابن ماجة (٣٣٦٦) وغيرهما هو حديث حسن. فورد في هذا الحديث نسبة صفة السكوت لله تعالى، والله أعلم.