للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقول {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الأعراف: ١٨٠] (١).

وظاهر هذا أنَّ أحمد منع أنْ تكون هذه الصفة اسمًا، وليس هذا على ظاهره، ومعناه ليس باسمٍ يرجع إلى الصفات، كالعَالم والقادر والحي، وإنما هو اسم يرجع إلى مُجَرَّد الذَّات، لا إلى معنى، فهو كقولنا: موجود وذات ونفس وقديم، لأنَّه قد روي عنه في موضع آخر أنه اسم (٢).

٣٠٠ - فقال في رواية الميمون: من قال أسماء اللهِ مُحْدَثَة فهو كافر، ثم قال: اللُه من أسمائه، فمن قال: إنَّها مُحْدَثه، فقد زَعَمَ أنَّ الله مخلوق.

فقد صرَّح بأنَّه اسم.

وأمَّا وصفه تعالى بأنَّه "رَبُّ" فقيل معناه: سَيِّد، وقيل معناه: أنَّه المَالِكُ، ولذلك يُقال: ربُّ العَبْدِ وربُّ الربع، بمعنى أنَّه مالك لهما (٣).

وهو تعالى لم يَزَلْ رَبًّا مالكًا، وإنَّما لم نقل في غير الله سبحانه بأنَّه رَبّ على الإطلاق، لأنَّ عُرْفَ الشَّرعِ واللغَةِ غَلَبَ في الاستعمال أنَّه المالك لجميع الأعيان والأَجناس، دون مالك بَعضها، فلا يُقال: زيد ربّ، حتى يُقَيَّد فيقول: رب العَبْدِ والثَّوب (٤).

وأما وصفه تعالى "بالرَّحْمن الرحيم" فقيل: هي النِّعْمة والإحسان، وقيل هي: إرادةُ الإنْعام بالنفع! ألا تَرَى أنْك تَقول: رحمت زيدًا، إذا أردت نفعه


(١) الرد على الجهمية (٣١٦) ط - غراس. وتمام كلامه: ولا يجوز أن يكون اسم لإسم. وهذا من الإمام أحمد -رَحِمَه اللَّه- إنكار على الجهمية الذين يقولون: أسماء الله مخلوقة، ويقولون: الاسم غير المسمى، وأسماء الله غيره، وما كان غيره فهو مخلوق! وانظر كتابنا النهج (١/ ٢٤ - ٣٢).
(٢) وهذا بناء على اختيار المصنف أن "الله" اسم غير مشتق بل اسم علم!
(٣) ويأتي بمعنى المصلح للشيء. انظر كتابنا النهج (١/ ٤٠٦).
(٤) انظر المصدر السابق.

<<  <   >  >>