للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يستحق من صفاته (١).

وأمَّا وصفه بأنَّه "باطن" معناه العالم بما بَطَنَ وخَفِي، وقيل: المُحْتَجب عن خلقه بما مَنَعهم مِن رؤيته.

وأمَّا وصفه بأنَّه "قُدُّوسٌ" فمعناه النَّزاهة والطَّهارة، ومنه قيل: الأرض (٢) المُقَدَّسة، المراد به المُطَهَّرة بالتَّنزيل، ومنه: حَظيرة القُدس، قيل هي: الجنَّة، لأنَّها مَوضع الطَّهارة من الأدْنَاس التي تكون في الدُّنيا من الغائط والبول وأَشْباه ذلك (٣).

قال رُؤْبة بن العجاج:

دَعَوْتُ رَبَّ العِزَّة القُدُّوسَا … دُعَا مَنْ لا يَقْرَعُ النَّاقُوسَا

وأمَّا وصفه "بالسَّلام" فالسَّلام اسم من أسمائه.

قال أحمد في رواية أبي داود وقد سأله: يَمُرُّ بالقوم وهم يَتَقَاذَفُون، أُسَلِّم عليهم؟ فقال: هؤلاء قومٌ سُفَهاء، والسَّلام اسم من أسماء الله جلَّ وعزَّ، وقال له: أسَلِّم على المُخَنَّث؟ فقال: لا أَدْري، السَّلام اسم من أسماء الله.

فقد نصَّ على أنَّه من أسمائه.

وقيل: معناه راجع إلى السَّلامة مما يَلْحَق الخَلْقَ من العَيبِ والنَّقص والفَنَاء والموت، وقيل معناه: هو الذي يُسلِّم عليه أَولياؤه بأنْ يُنَجِّيهم من عَذَابه، ويوصلهم إلى ثوابه (٤).


(١) أبرز معاني "الظاهر": أنه العالي فوق كل شيء فلا شيء أعلى منه، كما فسره بذلك رسول -صلى الله عليه وسلم- انظر النهج (٢/ ١٤٢ - ١٤٣).
(٢) في الأصل: للأرض المقدسة، وهو خطأ.
(٣) انظر النهج (١/ ١١٠ - ١١١).
(٤) انظر هذه الأقوال كلها في كتابنا: النهج (١/ ١١٦ - ١١٧).

<<  <   >  >>