للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأمَّا وَصْفُه "بالمؤمن" فمعناه: مُصَدِّقُ ما وعده ومُحِّققُه، أو قَابل إيمانه، لأنَّ الإيمانَ في اللغة: هو التَّصديق، وقد يكون المؤمن من الأمان، أي لا يأمن إلا ما أمنَه.

وقيل: معناه مُصَدِّقٌ لنفسه ورسوله بقوله ووصفه لنفسه بأنَّه صادق، وذلك يرجع إلى كلامه (١).

وأمَّا وصفه تعالى بأنه "المهيمن" فمعناه: شاهدٌ على الخلق، لأنَّ المهيمن هو الشاهد على الشيء، ومنه قوله تعالى {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة: ٤٨]، أي شاهد عليه.

فإن أرِيدَ بشهادته رؤيته لأفعالهم، ففيه بُعْد، لأنَّ المشاهدة لا توصف بأنَّها شهادة، وإنْ أُرِيدَ بالشَّهادة الإخبار عَمَّا كانَ وَوَقَعَ من الأفعال والأمورِ المشهود بها، كان بمعنى الخبرة.

وقيل معناه: أمينًا عليهم، وقيل: معناه رَقيبًا حَافِظًا (٢).

وأمَّا وَصْفُه تعالى "بالعَزِيز" فقيل: معناه قادر وممتنع، وقد يكون بمعنى أن غالب في صفاته، وقد يكون بمعنى أنه يَعزُّ عن شَبَه الَخلْق، ويعز عن كون ما يكرههه في سلطانه، ويعز عن النَّقائص والآفات، وإذا قيل: جَبَل عزيز، فإنَّما يُراد به العالي الممتنع بعلوه (٣).

وأَمَّا وصفه تعالى "بالجَبَّار" فقيل معناه: مُتجبر ومتكبر وعظيم، وقيل: يحتمل الإجبار للمخلوق على ما أرادَ منه، وإلجاءه إليه وإكراهه عليه،


(١) انظر النهج (١/ ١٢٤ - ١٢٥).
(٢) قد ذكرت جميع الأقوال في معناه في النهج (١/ ١٣٠ - ١٣٢).
(٣) النهج (١/ ١٣٦ - ١٣٨).

<<  <   >  >>