للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بل مَضوا في تفسيره كله، حتى فسروا الحروف المقطعة في أوائل السور، مثل آلم وحم وص وق.

قيل: هذا وهمٌ على السلف، لأن الأجلَّاء من أصحاب رسول الله والمتقدمين في العلم كانوا يُسألون عن الآية من القرآن فلا يجيبون عنها، ويقولون: ما نعرف تأويلها، منهم: أبو بكر وعمر وابن عباس.

٤٧ - أما أبو بكر ذُكر الأب عنده، فقيل له هو الرعي، واختلفوا فيه، فقال: لا تختلفوا، أيُّ سماء تظلني، وأيُّ أرض تقلني، إذا قلتُ في كتاب الله بما لا أعلم (١).


(١) صحيح، أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" -كما في "مقدمة في أصول التفسير" لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص ١٠٨) - قال حدثنا محمد بن يزيد عن العوام بن حشوب عن إبراهيم التيمي به، ثم قال: منقطع.
وذكره ابن كثير في تفسيره (٤/ ٤٧٣) وأعله بذلك.
وعزاه السيوطي في "الدر" (٨/ ٤٢١) إلى أبي عبيد، ولم أجده في نسختي وهي تنقص ورقة (١٨٩).
وأخرجه ابن جرير في تفسيره (١/ ٢٧) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (٢/ ٦٤ - ٦٥) عن أبي معمر عن أبي بكر به.
قال ابن عبد البر: وذكر مثل هذا عن أبي بكر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- ميمون بن مهران وعامر الشعبي وابن أبي مليكة.
قلت: وإسناده منقطع أيضًا، أبو معمر هو عبد الله بن سخبرة الأزدي الكوفي، ثقة لكن حديثه عن أبي بكر مرسل، كما في التهذيب.
أما رواية ابن أبي مليكة: فقد رواها عبد بن حميد -كما في إعلام الموقعين لابن القيم (١/ ٥٣ - ٥٤) - قال حدثنا أبو أسامة عن نافع بن عمر الجمحي عن ابن أبي مليكة عن أبي بكر به. ورجاله ثقات، لكن ابن أبي مليكة حديثه عن عمر وعثمان مرسل، قاله أبو زرعة (جامع التحصيل (ص ٢٦٠) فسماعه من أبي بكر بعيد.
وهذه الطرق الثلاثة وإن كانت مرسلة، فهي يعضد بعضها بعضًا، لاسيّما وقد جاءت من أوجه مختلفة، وإلى هذا ذهب ابن الصلاح والحافظ ابن حجر رحمهما الله تعالى في المراسيل.
(انظر "النكت على كتاب ابن الصلاح" لحافظ ابن حجر (٢/ ٥٦٦ - ٥٦٧).

<<  <   >  >>