للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧١ - حدثناه أبو القسم عبد العزيز قال نا أبو الفتح القوَّاس ولنا منه إجازة قال قرئ على أبي إسحق إبراهيم بن حماد نا أبو يحيى الناقد قال نا أبو صالح بن عبد الله الربذي قال: نا معاوية بن عمار نا أبو الزبير عن جابر بن عبد الله قال: إن آدم لما هبط إلى الهند ورأسه يكاد ينال السماء، وأن الأرض شكت إلى ربها ثقل آدم، قال: فوضع الجبار جلَّ اسمه يده عليه، فانحط سبعين باعًا، وهبط معه الفحل والأترج والموز. قال أبو يحيى الناقد: يقولون: الفحل الذكر من النخل (١).

وهذا يدل على تغير خلقته عما كانت عليه.

وجواب آخر: وهو أن هذا يسقط فائدة التخصيص، لأن حوَّاء لم يُغير خلقها لما أخرجها من الجنة، فوجب أن يكون لهذا التخصيص فائدة.

جواب آخر: وهو أنه قد روي "خلق آدم على صورة الرحمن"، وهذا يمنع رجوع الهاء على آدم.

فإن قيل: فالهاء عائدة على آدم، ويكون المراد به أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أفادنا بذلك إبطال قول أهل الدهر: إنه لم يكن إنسان، إلا من نطفة ولا نطفة إلا من إنسان فيما مضى ويأتي، وليس ذلك أول ولا آخر، وإن الناس إنما ينقلون من نشوء إلى نشوء على ترتيب معتاد، فعرفنا تكذيبهم، وأن آدم خلق على صورته التي شوهد عليها، من غير أن كان عن نطفة قبله وعن تناسل، أو تنقل من صغرٍ إلى كبر، كالمعهود من أحوال أولاده.

قيل: هذا غلط لأنه يسقط فائدة التخصيص بآدم، لأن الملائكة خلقوا من


(١) أخرجه ابن منده في "التوحيد" (١/ ٨٥) عن معاوية بن عمار الدهني عن أبي الزبير عن جابر به. وفيه عنعنة أبي الزبير.

<<  <   >  >>