للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

معنى حديث النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "إن الله خلق آدم على صورته" قال: صوَّر آدم قبل خلقه ثم خلقه، على تلك الصورة، فإما أن يكون الله خلق آدم على صورته فلا، وقد قال الله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: ١١] ولا نقول: إن الله يشبهه شيء من خلقه، ولا يخفى على الناس أن الله خلق آدم على صورة آدم ولا يجوز أن يقال: لله كيف؟ لأن الله لا يوصف بصفة الإنسان، وقد قال {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: ١١] فذاك ربنا -عَزَّ وَجَلَّ- ليس كمثله أحد من خلقه.

٧٧ - قال أبو طالب المكي: هذا توهم عن أحمد، إنما هذا قول أبي ثور، فذُكِر ذلك لأحمد فأنكر عليه، وقال: ويله وأي صورة كانت لآدم حتى خلقه عليها، يقول: إن الله خلق على مثال، ويله فكيف يصنع بالحديث الآخر "إن الله خلق آدم على صورة الرحمن".

فهذا هو المحفوظ من قول أحمد، وإنما التبس القولان فنسب ذلك إلى أحمد لأن أبا ثور كان سُئل عن قوله "خلق آدم على صورته" فقال: الهاء عائدة على آدم.

فإن قيل: الزيادة المذكورة في حديث ابن عمر "خلق آدم على صورة الرحمن" غير صحيحة، وقد قال أحمد في رواية المروذي: الأعمش يقول عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء عن ابن عمر "إن الله خلق آدم على صورة الرحمن" وأما الثوري فيوقفه يعني حديث ابن عمر، وقد رواه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "على صورته" (١) فيقول


(١) صحيح، أخرجه أحمد (٢/ ٢٤٤) والآجري في الشريعة (ص ٣١٤) والبيهقي في الأسماء (ص ٢٩٠) عن سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه، فإن الله تعالى خلق آدم على صورته".
وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

<<  <   >  >>