للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

«فلا صدق ولا صلى».

أي فلا هو صدق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فآمن به ولا صلى وقال:

{وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ،} {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}.

فوبخهم على ترك الصلاة كما وبخهم على ترك الإيمان. وقد ذكر الله جل جلاله الصلاة وحدها دلالة بذلك على أنها عماد أعمال الدين فذكر الأنبياء والمتقدمين ومدحهم بأنهم كانوا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا.

ثم ذكر من خالف مذهبهم فذمهم فقال تعالى:

{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ}.

[ثم أخبر بما يؤديهم ذلك إليه من سوء العاقبة فقال] (١).

{فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}.

يعني-والله أعلم-لا يرشد أمرهم مع إضاعة الصلاة ولكنهم يعودن فلا يزالون يقعون في فساد بعد فساد (كمن) (٢) يضل الطريق فلا يزال يقع في مهلكة بعد مهلكة إلى أن ينقطع به فيفسد فدل ذلك على عظم قدر الصلاة وجلال مواقعها من العبادات والله أعلم.

٢٨٠٠ - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو نعيم ثنا عمرو بن عثمان بن موهب قال: سمعت موسى بن طلحة يذكر عن أبي أيوب الأنصاري أن أعرابيا عرض للنبي صلّى الله عليه وسلّم في مسيره فقال: أخبرني (بما) (١) يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال: تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم».

أخرجه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه عن عمرو.


٢٧٩٩ - (١) ما بين المعكوفين سقط من (ب).
(٢) في (أ) ومن.
٢٨٠٠ - (١) في (ب): ما.
مسلم (١/ ٤٢ و ٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>