للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أعفوه مما يكره فأبوا عليه فأمهلهم حتى إذا جاء الشهر الحرام دعا عليهم فقال:

اللهم رب كل آمن وخائف ... وسامعا بهتاف كل هاتف

إن الخزاعي أبى يقاصف ... لم يعطني [حقي] (٤) فلم ينا صف

فاجمع لهم الأحبة وإلا لا طف ... بين فران ثم والنواصف

جمعهم جوف كربة راجف (٥) ...

قال: فبينما هم عند قليب ينزفونه فمنهم من هو فيه ومنهم من هو فوقه تهور القليب بمن كان عليه وعلى من كان فيه فصار قبورهم حتى الساعة فقال عمر: سبحان الله إن في هذه لعبرة وعجبا.

فقال رجل من القوم آخر: يا أمير المؤمنين ألا أخبرك بمثل هذا وأعجب منه قال: بلى.

قال: إن رجلا من هذيل ورث فخذه الذي هو فيها حتى لم يبق منهم أحد غيره فجمع مالا كثيرا فعمد إلى رهط [من] (٦) قومه يقال لهم بنو المؤمل فجاورهم ليمنعوه وليردوا عليه ماشيته وإنهم حسدوه على ماله [ونفسوه ماله] (٧) فجعلوا يأكلون من ماله ويشتمون عرضه وإنه ناشدهم الله والرحم ألا عدلوا عنه ما يكره فأبوا عليه فجعل رجل منهم يقال له رباح يكلمهم فيه ويقول: يا بني المؤمل ابن عمكم اختار مجاورتكم على من سواكم فأحسنوا مجاورته فأبوا عليه فأمهلهم حتى إذا كان الشهر الحرام دعا عليهم فقال:

اللهم أزل عني بني المؤمل ... وارم على أقفائهم بمثكل

بصخرة أو عرض جيش جحفل ... إلا رباحا أنه لم يفعل

قلت: وفي رواية غيره بصخرة صماء أو بجحفل قال: فبينما هم ذات يوم نزول إلى أصل جبل انحطت عليهم صخرة من الجبل لا تمر بشيء إلا طحنته حين مرت بأبياتهم فطحنتها طحنة واحدة إلا رباحا الذي استثناه.


(٤) في ب الحق.
(٥) غير واضح في (أ).
(٦) سقطت من أوأثبتناها من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>