للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المذبوحة والصنيعة هي المصنوعة والمفعول في افتضاء الفعل كالفعل وإن قالوا الطبيعة قوة مخصوصة فذكروها ونعتوها. قيل لهم القوة عرض (لا بقاء لها) (٦) فيستحيل أن يؤلف الأجسام كما يستحيل على اللون أن يفعل ذلك، وعلى الصوت والطعم ولأن خلق الإنسان فعل سديد متقن فلا يمكن أن يكون صدر إلا من عالم حكيم والقوة لا تليق بها الحياة ولا القدرة ولا العلم ولا الحكمة فأين يمكن أن يكون الخلق وقع منها وإن وصفوا الطبيعة بهذه الصفات كانوا مشيرين بمن هي له إلى البارئ إلا أنهم يلحدون في اسمه فيسمون به غيره ويثبتونه وعندهم أنهم ينفونه وهذا نهاية الجهل فيقال لهم ما قال الله عز وجل لهم:

{أَفَلا تُبْصِرُونَ}.

أي لا عقول لكم تدركون بها خطأ هذا القول وفساده فترجعوا عنه إلى ما يصح ويسلم على النظر وبالله التوفيق.

وقد ذكر الله تعالى في كتابه ما جعل للناس من نعمة وإنه إن نزع عنهم تلك النعم أو نزع بعضها فمن إله غير الله يأتيهم بها وفي ذلك دلالة على نفي الشرك وبالله التوفيق.

٤٧٠٣ - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد نا محمد بن الفضل بن جابر السقطي نا حامد بن يحيى سنة إحدى وأربعين نا سفيان نا أبو الزرعا النهدي حدثني أبو الأحوص عن أبيه مالك الجشمي قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكر الحديث بطوله قال في آخره: أرأيت لو كان لك عبدان أحدهما يخونك ويكذبك حديثا والآخر لا يخونك ويصدقك حديثا أيهما أحب إليك؟ قال: قلت الذي لا يخونني ويصدقني حديثا قال: كذلك أنتم عبيد ربكم عز وجل.


(٦) في (أ) لا يقال.
أخرجه ابن أبي الدنيا في العقل (٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>