ويكون قوله «كن» متعلقا بما يكون في الوقت الذي يكون في المعلوم أنه يكون فيه فلا يكون ذلك الوقت إلاّ كان كما يكون نفسه سامعا للصوت وقت وجود الصوت. وإن كان قبل ذلك سامعا أيضا إلا أنه يتعلق بالصوت وقت وجوده في أنه سمعه حينئذ لا قبله. والفاء في قوله «فيكون» لا تقتضي أن يكون للتعقيب مع ما علق عليه لأن ذلك جواب «إنما» فكأنه قال لا يكون قوله «كن» متعلقا بما يكون إلا كان في الحال التي علم أنه يكون فيها، وأن لا يوجب استقبال لأن ذلك مع ما بعده بمنزلة المصدر كما كان قوله:
{وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ}[البقرة:١٨٤].
معناه والصيام خير لكم وذلك لا يقتضي استقبالا. قلنا وقد قال الله عزّ وجلّ في إثبات صفة الكلام لنفسه ونفي النفاد عنه: