ينشأ وينمو إلى أن يبلغ غايته، ويدخل في هذا المعنى البيضة تفارق البائض ويجري عليها حكم الموت، ثم يخلق الله منها حيّا فهل هذا إلاّ إحياء الميتة، وهو أمر مشاهد والعلم به ضرورة.
وقد نبّهنا الله عز وجل على إحياء الموتى بما أخبر من اراءة إبراهيم عليه السّلام إحياء الأموات، وقد نقلته عامّة أهل الملل.
وبما أخبر به عن الذين أخرجوا من ديارهم، وهم ألوف حذر الموت، فقال لهم الله: موتوا ثم أحياهم.
وبما أخبر به عن الذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها، قال: أنّى يحيي هذه الله بعد موتها؟ فأماته الله مائة عام، ثمّ بعثه.
وبما أخبر به عن عصا موسى عليه السّلام وقلبه إيّاه حيّة ثم أعادتها خشبة، ثم جعلها عند محاجّة السّحرة حيّة ثم اعادتها خشبة وقد أشركت عامة أهل الملل في نقله.
وبما أخبر به من شأن أصحاب الكهف الذين ضرب على آذانهم زيادة على ثلاثمائة سنة، ثم أحياهم ليدلّ قومهم عند ما أعثر عليهم على أن ما أنذروا به من البعث بعد الموت حقّ لا ريب فيه، وقد نقلنا الآثار في شرح ذلك في الأول من كتاب «البعث والنشور».