للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إني أدعوك أن تستجيب لي أيما عبد لقيك من الأولين والآخرين لقيك لا يشرك بك شيئا أن تدخله الجنة (٢). قال الحليمي رحمه الله: والمعنى في ذلك والله أعلم أن من حج واعتقد في حجه ما قدمنا ذكره في بابه من أنه قد انسلخ من (زينة) (٣) الدنيا وشهواتها وخلفها وراء ظهره وتاب من الذنوب وطهر منها قلبه وجاء (معتذرا) (٤) متنصلا منيبا إلى ربه، أمر أن (يقرب) (٥) بذلك قربانا يقربه له من بعض ما أحل له من بهيمة الأنعام، حتى إذا رمى اتبعه نحره أو ذبحه، وكان كأنه يقول: اللهم إني قد أتيت من التقصير في حقوقك وكسبت من السيئات ما لو كان لي إلى نحر نفسي سبيل لنحرتها عقوبة لها بما أسلفت من المعاصي ولكنك حرمت ذلك عليّ وأحللت لي بهيمة الأنعام وإني متقرب إليك بهديي هذا فاقبله مني واجعله فداء لي بمنّك، وطولك كما فديت ابن خليلك إبراهيم بالذبح العظيم برحمتك وفضلك واقبله مني كما قبلته من إبراهيم خليلك ومن محمد نبيك ورسولك (ونحر) (٦) وذلك بقلبه ويعتقده ويعلم أن هذا معنى قربانه وغرضه وإن قاله بلسانه فلا بأس ما قلته من هذا فهو في الأضحية مثله ليس بينهما فرق سوى أن ذلك هدي إلى البيت الحرام وهذا ليس بهدي وهما جميعا سنة مباشرة وليس بفرض لأن إخلاص التوبة تجزي عن الفدية كما تجزي عن الاستغفار لكن الاستغفار معها من أعظم السنن كذلك الفدية. قال الإمام أحمد رحمه الله: ثم ذكر الحليمي ما جاء عن النبي صلّى الله عليه وسلّم فيما لا يجزي من الضحايا وهو ما.

٧٣٢٩ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا هارون بن سليمان الأصبهاني نا عبد الرحمن بن مهدي نا شعبة قال: سمعت سليمان بن عبد الرحمن يقول: [سمعت عبيد بن فيروز] (١) يقول: قلت للبراء:


(٢) رواه ابن جرير عن يونس عن ابن وهب عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال: إن عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي أخبره أن كعبا قال لأبي هريرة فذكره بطوله.
(٣) في أ (رتبة).
(٤) في أ (مقتدرا).
(٥) في أ (يقرن).
(٦) في أ (ويخطر ذلك).
٧٣٢٩ - (١) سقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>