للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيقول قد شفعت الملائكة، وشفع النبيّون، وشفع المؤمنون. فهل بقي إلاّ أرحم الرّاحمين؟ فيأخذ قبضة من النّار قال: فيخرج قوما قد عادوا حمما لم يعملوا لله عمل خير قطّ، فيطرحون في نهر الجنّة يقال له نهر الحياة، فينبتون فيه والّذي نفسي بيده كما ينبت الحبّة في حميل السّيل، ألم تروها وما يليها من الظلّ أصيفر وما يليها من الشّمس أخيضر؟ قلنا يا رسول الله كأنك كنت في الماشية؟ قال: فينبتون كذلك فيخرجون أمثال اللؤلؤ فيحلّون في رقابهم الخواتيم؟ ثمّ يرسلون في الجنة، هؤلاء الجهنّميون هؤلاء الذين أخرجهم الله من النّار بغير عمل عملوه ولا خير قدموه قال الله عز وجل خذوا فلكم ما أخذتم فيأخذون حتى ينتهوا قال: ثم يقولون: لو يعطينا الله ما أخذنا! فيقول الله عز وجل: إنّي أعطيتكم أفضل ممّا أخذتم قال: فيقولون: أي ربّنا وما أفضل ممّا أخذنا؟ فيقول: رضواني فلا أسخط).

٣١٨ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق، قالا:

حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الوهاب، أنا جعفر بن عون، أنا هشام بن سعد، أنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري فذكره.

رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن جعفر بن عون.

قال البيهقي رحمه الله: وأخرجنا حديث سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم في هذه القصة قال في آخرها: (فيقول له تمنّ فيتمنّى حتّى إذا انقطع به قال الله عز وجل من كذا وكذا فسل، يذكره ربه حتى إذا انتهت به الأماني قال الله تعالى لك ذلك ومثله معه) قال أبو سعيد الخدري لأبي هريرة: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «لك ذلك وعشرة أمثاله».

وروينا في حديث أبي صالح عن أبي سعيد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم فيمن يخرج من النار:

«فيمكثون في الجنة حينا فيقال لهم: هل تشتهون شيئا؟ فيقولون: أن ترفع عنّا هذا الاسم فيرفع عنهم».


٣١٨ - أخرجه مسلم (١/ ١٧١) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن جعفر بن عون-به.

<<  <  ج: ص:  >  >>