للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فارجعوا باللوم على أنفسكم أو تحفظوا من الأسباب المؤدية إلى المصائب التي يمكن بحكم العادة أن تدوم كالصحة والثروة والذكر الحسن والعلم والحكمة ونحوها.

وقال: {ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاّ فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها} فيحتمل والله أعلم ما أصاب من مصيبة عامة ولا خاصة إلا وقد كتبها الله في اللوح المحفوظ من قبل أن (يوقعها) (١) وينزلها فقد أعلمكم ذلك وينبهكم جاءتكم {لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ} وتعلموا أن العطية كانت مقدرة بالوقت الذي جاوزتكم فيه ومن أعطى شيئا إلى وقت لم ينبغ له إذا استرجع منه بعد ذلك الوقت أن يحزن {وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ} أي (لا تأثروا) وتبطروا به وتتكبروا على من لم يؤت مثل ما أوتيتم لأنه عارية عندكم وليست بملك. فإن حقيقة الملك لله عز وجل وليس للمستعير أن (يتبذخ) (٢) بالعارية لأنه لا يأمن في كل لحظة أن يسترجعها منه صاحبها فنعيم الدنيا كلها هكذا.

قال الإمام أحمد رحمه الله وقد ورد في هذا ما.

٩٧٣٦ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو عبد الله الحافظ نا أبو بكر بن اسحاق املاء أنا أبو مسلم نا حجاج بن منهال وسليمان بن حرب.

٩٧٣٧ - وأخبرنا أبو عبد الله نا أبو بكر بن اسحاق أنا محمد بن أيوب أنا حفص بن عمر قالوا نا شعبة عن عاصم الأحول عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد أن أحدى بنات النبي صلّى الله عليه وسلّم بعثت إليه تخبره أن ابنها في الموت فأتني فقال للرسول قل لله ما أخذ وما أعطى وكل شيء عنده بمقدار فلتستعن بالله ولتصبر. قال:

فأرسلت إليه أئتني.

قال: فقام وقمت معه وسعد بن معاذ وأحسبه قال: وأبي بن كعب قال:

فأتى الصبي فوضع في حجره فاغرورقت عيناه. فقال سعد ما هذا يا رسول الله قال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء.


(١) في ن: (يدفعها).
(٢) في ن: (يتمتع).

<<  <  ج: ص:  >  >>