٣٦٦ - وقد أخبرنا أبو الحسن المقرئ، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق، ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، ثنا مهدي بن ميمون، ثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن بشر بن شغاف، قال كنّا جلوسا مع عبد الله بن سلام فذكر الحديث إلى أن قال:
(وإنّ أكرم الخلائق على الله تعالى أبو القاسم صلّى الله عليه وسلّم وإنّ الجنّة في السماء، وإنّ النّار في الأرض؛ فإذا كان يوم القيامة بعث الله الخلائق أمّة أمة ونبيّا ونبيّا، ثم يوضع الجسر على جهنّم، ثم ينادي مناد أين أحمد وأمّته؟ فيقوم وتتبعه أمّته: برّها وفاجرها، فيأخذون الجسر، فيطمس الله أبصار أعدائه، فيتهافتون فيها من يمين وشمال، وينجو النبي صلّى الله عليه وسلّم والصالحون معه، وتتلقّاهم الملائكة وثبا، يرونهم منازلهم من الجنة: على يمينك، على يسارك، ثم ذكر مرور كلّ نبي وأمته).
قال: الحليمي رحمه الله وفي ورود الأخبار بذكر الصراط وهو جسر جهنّم بيان أنّ الجنة في العلوّ، كما أنّ جهنّم في السفل إذ لو لم يكن كذلك لم يحتج الصائر إليها إلى جسر.
قال وروي عن أنس أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال:
«إنّ على جهنّم جسرا أدقّ من الشعر من السيف أعلاه نحو الجنة، دحض مزلة، بجنبيه كلاليب، وحسك النار، يحبس الله به من يشاء من عباده، الزالّون والزالاّت يومئذ كثير، والملائكة بجانبيه قيام ينادون: اللهم سلّم، الّلهم سلّم فمن جاء بالحق جاز، ويعطون النّور يومئذ على قدر إيمانهم وأعمالهم، فمنهم من يمضي عليه كلمح البرق، ومنهم من يمضي عليه كمرّ الريح ومنهم من يمضي عليه كمر الفرس السابق ومنهم من يسير عليه، ومنهم من يهرول، ومنهم