يده على الحائط ثم قال: دخلنا عليه ولما نفق يبكى ومعنا بكر بن عبد الله المزني فقال: يا أبا سعيد إنك تعلم هذا المصر ومودتهم وإنهم لا يرون منك اليوم شيئا إلا سعوا به إلى عشائرهم وقبائلهم فتكلم الحسن فقال: الحمد لله الذي جعل هذه الرحمة في قلوب المؤمنين فرحم بها بعضهم بعضا. تدمع العين ويحزن القلب وليس ذلك بالجزع إنما الجزع ما كان من اللسان واليد الحمد لله الذي لم يجعل حزن يعقوب عليه ذنبا إذ قال:
رحم الله سعيدا وتجاوز عن سيئته في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون ثم قال: والله ما كانت لتنزل شديدة إلا أن يكون به دوني. قال أبو داود قلت للمبارك: ما كان الحسن يرد عليهم إذا عزوه. قال: كان يقول: فعل الله ذلك بنا وبكم.
١٠١٦٧ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن خالد بن خلي نا أحمد بن خالد الوهبي نا إسرائيل عن عبد الله بن عيسى عن جبر بن عتيك عن عمه أنه قال: دخلت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على أهل بيت من الأنصار فوجدهم يبكون على ميت لهم. فقيل لهم: تبكون وهذا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قال: فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم:
«دعهن يبكين ما كان عندهن فإذا وجب فلا يبكين باكية».
قال: فسألني عمر بن عبد العزيز عن قوله: إذا وجب. فقلت: إذا أدخل القبر.
١٠١٦٨ - أخبرنا أبو سعيد الخليل بن أحمد البستي القاضي نا أبو العباس أحمد بن المظفر البكري أنا ابن أبي خيثيمة نا أبو معاوية الفلابي نا قمامة أبو زيد العبدي قال: نظر علي بن أبي طالب إلى عدي بن حاتم كئيبا حزينا. فقال له:
ما لي أراك كئيبا حزينا. فقال: وما يمنعني يا أمير المؤمنين وقد قتل (أبي)(١) وفقئت عيني فقال: يا عدي بن حاتم إنه من رضي بقضاء الله جرى عليه وكان له أجرا ومن لم يرض بقضاء الله جرى عليه وحبط عمله.