الرازي يقول: المحبّة لا تصحّ إلاّ من جهة المحبوب وليس من أحبّه كمن يحبّه.
٤١٩ - حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي، أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي، ثنا أبو الفضل العباس بن حمزة، ثنا أحمد بن أبي الحواري قال:
علامة حبّ الله حبّ طاعة الله،-وقيل حبّ ذكر الله-فإذا أحبّ الله العبد أحبّه، ولا يستطيع العبد أن يحبّ الله حتى يكون الابتداء من الله بالحبّ له، وذلك حين عرف منه الاجتهاد في مرضاته.
٤٢٠ - أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان، يقول سمعت إبراهيم بن علي المريدي يقول: من المحال أن تعرفه ثم لا تحبّه، ومن المحال أن تحبّه ثم لا تذكره، ومن المحال أن تذكره ثم لا يوجدك طعم ذكره، ومن المحال أن يوجدك طعم ذكره ثم لا يشغلك به عّما سواه.
٤٢١ - أخبرنا أبو عبد الرحمن، قال: سمعت عبد الرحمن بن الحسن الحداد يقول سمعت الحسن بن محمد بن إسحاق يقول سمعت سعيد بن عثمان يقول سمعت ذا النون يقول: من علامة الحبّ ترك كلّ ما شغله عن الله حتى يكون الشغل كلّه بالله عز وجل وحده.
٤٢٢ - أخبرنا أبو عبد الرحمن، قال: سمعت عبد الواحد بن بكر الورثاني حدثني أحمد بن علي البرذعي قال: سمعت طاهر بن إسماعيل الرازي قال:
سمعت يحيى بن معاذ يقول: حقيقة المحبّة ألا ترى شيئا سوى محبوبك ولا ترى سواه لك ناصرا ولا معينا ولا تستغني بغيره عنه.
٤٢٣ - أخبرنا أبو سعيد الماليني قال: سمعت أبا القاسم عمر بن أحمد بن محمد البغدادي بشيراز يقول سمعت أبا الحسن علي بن محمد الواعظ يقول سمعت أبا سعيد الخزار يقول {هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ}[الرحمن:٦٠].
هل جزاء من انقطع عن نفسه إلاّ التعلق بربه؟ وهل جزاء من انقطع عن أنس المخلوقين إلا الانس بربّ العالمين؟ وهل جزاء من صبر علينا إلاّ الوصول إلينا ومن وصل إلينا هل يجمل به أن يختار علينا؟ وهل جزاء التعب في الدنيا