للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الاخميمي بمكة، ثنا عبد الجليل بن عاصم المديني، ثنا هارون بن يحيى الحاطبي، ثنا عثمان بن عمر بن خالد-وقال مرة: عثمان بن خالد بن الزبير عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

«إنّما تكون الصنيعة إلى ذي دين أو حسب، وجهاد الضعفاء الحجّ، وجهاد المرأة حسن التّبعّل لزوجها، والتودّد نصف الدين، وما عال امرؤ اقتصد، وواستنزلوا الرزق بالصدقة، وأبى الله أن يجعل أرزاق عباده المؤمنين من حيث يحتسبون».

وقال مرّة أخرى: وما عال امرؤ قطّ على اقتصاد.

قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: وهذا حديث لا أحفظه على هذا الوجه إلاّ بهذا الإسناد وهو ضعيف بمرة. فإن صحّ فمعناه: أبى الله أن يجعل جميع أرزاقهم من حيث يحتسبون، وهو كذلك فإنّ الله يرزق عباده من حيث يحتسبون كما أنّ التّاجر يرزقه من تجارته، والحارث يرزقه من حراثته وغير ذلك، وقد يرزقهم من حيث لا يحتسبون كالرّجل يصيب معدنا أو كنزا، أو يموت له قريب فيرثه، أو يعطى من غير إشراف نفس ولا سؤال ونحن لم نقل: إنّ الله تعالى لم يوصل أحدا إلى خير إلاّ بجهد وسعي؛ وإنّما قلنا: أنّه قد بيّن لخلقه وعباده طريقا جعلها أسبابا لهم إلى ما يريدون فالأولى بهم أن يسلكوها متوكّلين على الله تعالى في بلوغ ما يؤملونه دون أن يعرضوا عنها، ويجرّدوا التوكل عنها وليس في شيء من هذه الأحاديث ما يفسد قولنا والله تعالى أعلم.

١١٩٨ - وقد أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو سهل بن زياد القطان، ثنا عبد الله بن روح المدائني، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

كان أهل اليمن يحجّون ولا يتزوّدون ويقولون نحن متوكّلون فيحجّون إلى


١١٩٧ - قال الحافظ في اللسان:
أما عثمان فذكره ابن حبان في الثقات وهارون ذكره العقيلي في الضعفاء (٤/ ٣٦١).
١١٩٨ - أخرجه البخاري (٣/ ٣٨٣ و ٣٨٤ - فتح) عن يحيى بن بشر عن شبابة-به.

<<  <  ج: ص:  >  >>