للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ووجهه عندي-والله تعالى أعلم-أنه يعطى خصماؤه من أجر حسناته ما يوازي عقوبة سيئاته، فإن فنيت حسناته أي أجر حسناته الذي قوبل بعقوبة سيئاته أخذ من خطاياهم، فطرحت عليه وطرح في النار، كي يعذب بها إن لم يغفر له.

حتى إذا انتهت عقوبة تلك الخطايا ردّ إلى الجنة بما كتب له من الخلود. ولا يعطى خصماؤه ما زاد من الأجر على ما قابل عقوبة سيئاته، لأن ذلك فضل من الله تعالى يخص به من وافى يوم القيامة مؤمنا. والله تعالى أعلم.

٣٤ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه أنبا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث، عن عقيل، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبي هريرة أنه قال:

إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:

«لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السّارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن».

٣٥ - وبهذا الإسناد عن ابن شهاب عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم مثل حديث أبي بكر ولم يذكر النهبة.

رواه البخاري في الصحيح من حديث يحيى بن بكير؛

ورواه مسلم من وجه آخر عن الليث.

وإنما أراد-والله تعالى أعلم- «وهو مؤمن» مطلق الإيمان، لكنه ناقص


٣٤ - أبو بكر أحمد بن سليمان الفقيه (ت ٣٤٥) (سير ١٦/ ٤٧٩) والزهري هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، وعقيل هو ابن خالد الأيلي، والليث هو ابن سعد، ويحيى هو ابن عبد الله بن بكير.
والحديث أخرجه البخاري (٥/ ١١٩ فتح) عن سعيد بن عفير عن الليث به مرفوعا.
٣٥ - أبو سلمة هو ابن عبد الرحمن الزهري، وسعيد هو ابن المسيب.
والحديث أخرجه البخاري (١٢/ ٥٨) فتح عن يحيى بن بكير، مسلم (ص ٧٦) عن عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد عن أبيه عن جده به.

<<  <  ج: ص:  >  >>